في سنة 88هـ حدث أن سفينة عربية كانت قادمة من جزيرة الياقوت (بلاد سيلان) عليها نساء مسلمات ،
وقد مات آباؤهن ولم يبق لهن راع هناك ، فقررن السفر للإقامة في العراق.
ورأى ملك سيلان في ذلك فرصة للتقرب إلى العرب فوافق على سفرهنَّ ، بل حمل السفينة بهدايا إلى الخليفة الوليد بن عبد الملك.
وبينما كانت السفينة في طريقها إلى البصرة مارة بميناء الديبل ببلاد السند ، خرج قراصنة من السند واستولوا عليها.
وعندئذ كتب الحجاج إلى ملك السند يطلب منه الإفراج عن النساء المسلمات والسفينة ،
ولكنه إعتذر عن ذلك بحجة أن الذين خطفوا السفينة لصوص لا يقدر عليهم.
فبعث الحجاج حملتين على الديبل ، الأولى بقيادة عبيد الله بن نبهان السلمي ، والثانية بقيادة بديل البجلي ،
ولكن الحملتين فشلتا ، بل قتل القائدان على يد جنود السند.
ووصلت الأخبار إلى الحجاج أن النساء المسلمات والجنود العرب مسجونين في سجن الديبل ،
ولا يريد ملك السند الإفراج عنهم عنادًا للعرب.
فقرر الحجاج فتح بلاد السند كلها ، وقد وقع إختياره على محمد بن القاسم الثقفي ليقود جيش المسلمين ،
وبالفعل خرج القائد محمد بن القاسم إبن الـ 18 عاما يفتح البلدان يميناً ويساراً حتى وصل إلى أرض الطاغية داهر وانتصر عليه وقام بتحرير الأسرى ،
وبعث برأس “داهر” مع الغنائم إلى دار الخلافة.
وكانت الحملة قد تكلفت ستين ألف ألف ، بينما كانت الغنائم عشرين ومائة ألف ألف.
فقال الحجاج كلمته الشهيرة
“شفينا غيظنا وأدركنا ثأرنا وازددنا ستين ألف ألف درهم ورأس ‘داهر’ .”
المصدر/البداية والنهاية