في شر الحسد
قال صل الله عليه وسلم : العين حق ، رواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم وغيرهم.
وقول الله تعالى : ومن شر حاسد إذا حسد.
فقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بالإستعاذة من شر الحاسد ، وشره كثير.
وأوضح أن الحاسد تلحق به خمس عقوباتٍ قبل أن يصل حسده إلى المحسود وهي :
غمٌ لا ينقطع ، ومصيبةٌ لا يؤجر عليها ، ومذمةٌ لا يُحمد عليها ، وسخط الرب ، وغْلَق باب التوفيق عنه.
وقال فضيلة الشيخ عبد الرشيد صوفي: إن الحسد يعد من أشد أمراض القلوب فتكاً وفي المقام الأول لصاحبه.
ويقول العقّاد : ليس الحاسد هو الذي يطمع أن يساويك بأن يرقى إليك ، بل هو الذي يريد أن تساويه بنزولك إليه.
وفي العلاقة مع الحاسد ، يقول الشافعي : داريت كل النّاس لكنّ حاسدي مداراته عزّت وعزّ فعالها ،
وكيف يداري المرء حاسد نعمة ، إذا كان لا يرضيه إلّا زوالها.
كما قال أيضا : كلّ العداوة قد تُرجى مودّتها ، إلّا عداوة من عاداك عن حسد.
وعن مصير الحاسد ، فقد قيل : للّه درّ الحسد ما أعدله ، بدأ بصاحبه فقتله.
ويقول ابن المعتز : اصْبر على كَيدِ الحَسُودِ ، فإنَّ صبركَ قاتلُه ، كالنَّارِ تأكلُ بعضها ، إن لم تجد ما تأكلُه.
وأمّا عن فضل ترك الحسد ، يقول الأصمعي :
رأيت رجلاً يعيش في البادية ، وقد تجاوز ١٢٠ عاما ، فسألته عن سر هذا النشاط وهو يعيش في مثل هذه السن المتقدمة؟
فأجابني قائلا : تركت الحسد فبقي الجسد.
وكما قال القرطبي : الحاسد عدو نعمة الله.
قال بعض الحكماء : بارز الحاسد ربه من خمسة أوجه : أحدها :
إقرأ أيضا: كان النبي صل الله عليه وسلم يربي أمته على الفضيلة
أنه أبغض كل نعمة ظهرت على غيره.
ثانيها : أنه ساخط لقسمة ربه كأنه يقول : لم قسمت هذه القسمة؟
ثالثها : أنه ضاد فعل الله ، أي إن فضل الله يؤتيه من يشاء ، وهو يبخل بفضل الله.
ورابعها : أنه خذل أولياء الله ، أو يريد خذلانهم وزوال النعمة عنهم.
وخامسها : أنه أعان عدوه إبليس.