قصص منوعة

في طريقي إلى الجامعة حملت حاجيات ثقيلة لسيدة عجوز

في طريقي إلى الجامعة حملت حاجيات ثقيلة لسيدة عجوز ثم عبرتُ بها إلى الطريق الآخر بعد أن ساعدتها في العبور هي الأخرى ،

قالت لي قبل أن تودعني” سَهَل الله لكِ طريقًا إلى الجنة يا ابنتي”.

كانت أول مَن تدعو لي بهذا الدعاء الجميل فلم يغادر صوتها أذني حتى هذه اللحظة!

في عيادة طبيب الأسنان دفعني زحام المتواجدين بها إلى الوقوف بالشرفة المليئة بالزهور ،

بعد دقائق أتت مساعدة الطبيب تقول مازحة : أعرفُ أن الورود تَحِّن إلى التواجد مع بعضها لكن الطبيب يريدك بالداخل.

فضحكتُ دون وعي رغم ألم أسناني الذي منعني تمامًا من الضحك أو الحديث منذ صباح الأمس.

بعد اختبار صعب فرضه علينا معيدي بالجامعة عدت إلى بيتنا باكية ،

لكنني قبل أن أصعد لشقتنا عرجت على السوبر ماركت لأقتني كيلو من السكر كما أوصتني في الهاتف أمي ،

فوجئت بعمو العجوز صاحب السوبر ماركت يسألني وهو يمنحني أكياس السكر مُتسائلًا ما حاجة السكر إلى أكياس السكر؟

فابتسمت في سعادة رغما عني بالرغم أنني كنت أبكي من امتحاني الصعب قبل لحظات.

عندما داهمتني نوبة الهبوط السكري وأنا في طريقي إلى السوق دخلت إلى متجر الحلويات أسألهم أن يأتوني بأكثر الأصناف حلاوة ،

ورحتُ آكلها بشراهة في الحال ، فقالت لي عمتو الجميلة صاحبة المتجر حلوى تأكل حلوى أيعقل ،

نحنُ بحاجة لصحفي بارع يوثق الحدث!

فبذلتُ كل جهدي كي أرى ملامح السيدة الجميلة رغم الظلام الذي كان يفرض نفسه على عيني ،

ورحت أبادلها الضحكات رغم أنني منذ أقل من دقيقة كنت ألعن المرض والسكري وكل أصناف الألم.

ثم بعد ذلك اكتشفت أنني أذهب كل يوم لمتجر الحلوى لملاقاة السيدة الجميلة بغير هبوط سكري يواجه دمي.

إقرأ أيضا: جريمة الأستاذ نبيل معلم اللغة العربية

عندما قررت عقاب تلميذي المُفضل بسبب الإستهتار الذي يلازمه مؤخرًا ، أخبرني خائفًا أن الملائكة لا تعاقب الصغار ،

وبعدما استفسرتُ عن الأمر أخبرني بأنه يظنني ضمن صفوف الملائكة!

أعلم أن الصغير صاحب التسع سنوات لا يجيد المديح والتكلف ،

لكن محاولته اللذيذة للإفلات من العقاب أسعدتني فعدلت فعلًا عن عقابه.

1 3 4 10 1 3 4 10

السيدة التي دعت لي دعاء جميلًا فلم أنسه حتى هذه اللحظة ، وعمو اللطيف صاحب السوبر ماركت ،

عمتو الطيبة مالكة متجر الحلوى ، وتلميذي المُفضل الذي يتعلم فنون الحوار كما أوصته أمه.

مساعدة الطبيب التي يسيِّل فمها أصنافًا من السكر ،

سائق التاكسي الذي نعتني بـ “ست البنات” رغم أنني لم أكن كذلك.

وصاحبة المكتبة التي أطلقت علي “زينة بنات شارعنا” رغم هيئتي العادية جدًا.

أتساءل أحيانًا جادة ، هل يدرك كل واحد فيهم أنه أسعدني فعلًا وصنع في عقلي ذكريات سعيدة ،

كلما تذكرتها أبتسم فقررت أن يشملهم دعائي يوم الجمعة؟!

دائمًا ما أفكر في قيمة الكلمة ، وكيف أن كلمة بسيطة قادرة أن تسعد إنسانا وأخرى قادرة أن تجعله تعيسًا طوال العمر ،

آسفة لكل من سمع كلامًا سيئًا فتحمله رغم أن طاقة تحمله قد نَفِذت ، ولكل من جرحته كلمة فسعى لترميم جرحها بنفسه.

وأعجبُ بكل لطيفٍ هينٍ لين يعرف أن “الكَلِمَةً الطَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?