في لقاء مع أحد رجال الأعمال المعروفين في أحد البلاد العربية ، سألوه عن أعجب موقف مرّ به في حياته؟
فقال الرجل : في إحدى الليالي شعرت بشيء من القلق ، فقررت أن أتمشى في الهواء الطلق ،
فبينما أنا أمشي في الحيّ مررتُ بمسجد مفتوح ، فقلت : لم لا أدخل لأصلي فيه ركعتين لعلي أرتاح!
قال : فدخلت ، فإذا بالمسجد رجل قد استقبل القبلة ، ورفع يديه يدعو ربه ويُلِّح عليه في الدعاء ،
فعرفت من طريقته وصوته أنه إنسان مكروب ومهموم جدا.
قال : بقيت أنتظر حتى فرغ الرجل من دعائه ، فقلت له : يا أخي ، رأيتك تدعو وتلحّ في الدعاء كأنك مهموم ومكروب ، فما خبرك؟
قال : واللهِ يا أخي، عليَّ ديّن أرَّقني وأقلقني ،
فقلت له : كم هو؟
قال : أربعة آلاف.
قال : فأخرجت أربعة آلاف وأعطيتها إياه ، فكاد الرجل أن يطير من شدة الفرح ، وشكرني كثيراً ، ودعا لي كثيرا.
قَال : فأخذت بطاقة فيها رقم هاتفي وعنوان مكتبي ، وقلت له : يا أخي ، خذ هذه البطاقة ،
وإذا كان لك أي حاجة مهما كانت فلا تتردد في زيارتي أو الإتصال بي متى شئت ،
وظننت أنه سيفرح بهذا العرض ، لكني فوجئت بجوابه!
أتدرون ما قال لي؟
قال : لا يا أخي ، جزاك الله خيرا ، لا أحتاج إلى هذه البطاقة ،
فكلما احتجت حاجة سأصلي لله وأرفع يديَّ إليه وأطلب منه حاجتي ، وسييسر الله قضائها كما يسّرها هذه المرة.
قلت : هذه القصة ذكرتني بذلك الحديث الصحيح عن النبي صل الله عليه وسلم ، أنه قال :
” لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله ، لرزقكم كما يرزق الطير ، تغدو خماصاً ، وتروح بطانا.
( أي تبدأ يومها جائعة ولا ترجع آخر يومها إلا وقد شبعت)