قابلت في بلدتنا الصغيرة في إحدى المناسبات رجلا من رجال الأعمال الناجحين المعروفين والذين يحظون باحترام كبير ،
وسمعة طيبة امتدت إلى المدن الأخرى نظراً لاتساع دائرة أعماله وصفقاته.
إلا أن الرجل مازال حريصاً على التواصل مع أبناء بلدته ويزورهم من وقت لآخر.
ومن أسباب هذه السمعة الطيبة لهذا الرجل أنه شديد الكرم وأنه ينفق بسخاء في أوجه الخير الكثيرة دون أن يسعى إلى شهرة.
لكن من اليسير أن نعرف صفاته الطيبة ، لأننا نقيم في بلدة صغيرة يعرف كل منا الكثير عن أهل بلدته.
وقام أحد الحاضرين بسؤال الرجل عن سر هذا النجاح والكرم.
ففكر الرجل الكريم ثم قال : إنه أبي عليه رحمة الله.
فرد السائل : كيف؟
فأجاب الرجل الكريم : من اليوم الأول في الصف الأول الإبتدائي كان أبي حريصاً أن يشتري لي عدة أقلام رصاص ،
ويطلب مني أن آخذها معي للمدرسة حتى أعطي من يحتاج إلى قلم سواء نسي قلمه أو ضاع منه.
فكان هذا التصرف سبباً مهماً في محبة زملائي وفي إعجاب المدرسين بي.
فكنت أشعر بسعادة كبيرة حين أستيقظ كل صباح وأخرج متوجهاً للمدرسة ، رغم أنني لم أكن طالباً متميزاً في البداية.
ارتبط عندي العطاء بالنجاح وبالسعادة ، أحببت العلم وتفوقت في المراحل التالية ،
وزادت دائرة المحبة من حولي لتغمرني بكل القيم الجميلة وبكل المبادئ الرائعة.
إقرأ أيضا: أخي المعلم أختي المعلمة
وهكذا نشأت حريصاً على العطاء بكل صوره مادياً وعلمياً ، وكذلك عطاء المشاعر لمن حولي حتى إن لم أكن أعرفهم.
وكافأني الله سبحانه وتعالى بأن وفقني في كل خطوة مشيتها في كل اتجاه ،
ومازلت أذكر الفضل بعد الله لوالدي ولأقلام الرصاص.