قالت تزوجته دون حب تزوجته لأنه كان ينبغي علي الزواج ، ولما لا وأنا التي أنهيت جامعتي ولم يتبقى لي سوى شريك الحياة!
أنا التي تربيت في بيت لا يعلم سوى السير كما رسم الله لنا أن نسير ،
الحب يأتي بعد الزواج وليس قبله ، هكذا قال أبي قبل رحيله إلى مثواه وليتني تعلمت الدرس قبل أن أجرب.
وتزوجني هو لأنه ذو الثلاثين عاما ولم يصبح زوجا ولا أب بعد ،
رجل صالح كما يشهد الجميع ذو مركز تعليمي مرموق.
تربى وسط عائلة ملتزمة تشبه عائلتي ، ولكنه لديه أم حنونة وأب ذو مركز ثقافي مهذب على قيد الحياة ، وليس وحيد مثلي.
كنت أجهز نفسي لحياة ساكنة ليس بها عواصف الحب ،
هكذا كنتُ أحسبها بعد أن جرحت من الحب فقدت ثقتي أن أجده ثانيا ،
زوج وزوجة بينهما مودة ورحمة وحسن معاشرة ، ولكني تعلمتُ الحب معه ، الحب الحقيقي.
نحن زوجان أجل ولكن عندما تتلامس أيدينا دون قصد عند تحضير الطعام أثناء المرات القليلة التي يشاركني بها ،
أشعر بالخجل كالعاشقة ، نحن زوجان ولكنني أستشعر نبضات قلبي المتسارعة عندما يراني جميلة ،
هو زوجي ولكنني أشعر بالحب عندما يسألني في إختيار ما يناسبه من رداء.
أنا زوجته ولكنني أرى أنه لا ينبغي علي البكاء إلا داخل عناقه فقط ، لا أحد يُجيد مواساتي سواه.
عندما عصفت بنا الإختبارات للمرة الأولى وأخرج فيض غضبه علي وافترقنا ليوم ،
لم يسمح لي بالنوم وأنا غاضبة منه قائلا : لا أحبذ أن تطول مشاكلنا لأكثر من يوم ، واليوم الثاني تعانقنا وتصالحنا !
عندما مرض للمرة الأولى ، علمت أنني وقعت في الحب من شدة خوفي عليه.
الليلة التي حدثته بها عن أمي للمرة الأولى وبكيت حسرة على فقدها ،
ثم سردت له لحظات فقد أبي المرة وهو يعانقني ،
أدركت أني أحتمي به وأراهُ عوضا عن والدي الغائب.
إقرأ أيضا: مع أن زواجي كان زواجا تقليديا
لا أجد نفسي زوجة ولكني عاشقة رُزقت الحب.
أمي كانت تقول : من عفت نفسها لم تضيع عفتها سدى (وصدقت) ،
لقد ندمت وتبت إلى الله على حب وهمي هلكت به قلبي وعصيت به ربي ،
وقبل الله توبتي وعوضني بخير منه.
تلك حياتي لو وضعت في إختيار ما اخترت سواها.
نضحك نبكي نثور ونتعانق ولكننا زوجان محبان لبعضهما ،
مساكين من يظنون أن الحب لا يأتي بعد الزواج ، مساكين من يكسرون الوصية ،
ومساكين من يبحثون عن رزق يساق إليهم فينحرف بهم المسار.
وأخيرا ، ما أعظم الحلال ، فمن ترك شيئًا لله عوضه الله خيراً منه.