قالت فتاة بلغت الثلاثين من عمري ولم أتزوج
قالت فتاة بلغت الثلاثين من عمري ولم أتزوج .
مما جعلني أوافق على رجل مطلق لدية طفلتين فبهذا السن كان من الطبيعي أن أوافق على أي عرض لأهرب من صفة عانس !
ثم تزوجت وصار لي أسرة ، رجل وطفلتين كان علي الإعتناء بهم فهم في الخامسة والثامنة من العمر ،
بالإضافة لعملي كمعلمة في احدى المدارس الخاصة ،
كان زوجي رجل طيب وميسور الحال يعشق بناته عشق ما بعده عشق وبدأت بالإعتناء بهم رضاءا له ولنفسي.
جلبت للمنزل خادمة لتكون عون لي على رعايتهم !
كان يصحبهم في كل يوم جمعة لمنزل والدتهم ليقضوا معها يومهم حتى المساء ويعود ليصحبهم للمنزل في نهاية اليوم .
وعند عودتهم كنت ألمح نظرات الكره في أعينهم والتجاهل بالرغم من محاولتي التقرب منهم وتلبية جميع حاجتهم ،
لكنني كنت أعرف أن والدتهم تملئ قلبهم بالبغض لي ، ومع ذلك بقيت ودودة ولطيفة معهم.
حتى أصبحوا يدركون ذلك ويتمادوا في دلالهم و نفورهم مني حتى زوجي كان يشكرني دائما على محبتي وسعة صدري لهم وعطفي عليهم .
وكنت سعيدة بالرغم من أنهم كانوا دائما يحاولون إغاظتي ورمي الطعام على الطاولة
بكلمات يومية حفظتها.
الطعام غير شهي أمي تطبخ طعام شهي
لا أحب هذا وأكره هذا وسآكل سندويش زعتر أو جبنة ،
أمي جميلة أما أنتي بشعة
هكذا كانوا يرددون أمامي كانت الإستفزازات يومية حتى صرت أحفظها ظهر عن قلب.
إقرأ أيضا: فقط دقيقة
حتى فقدت أعصابي ذات يوم
وقلت للكبيرة إذن لما لا تذهبي للعيش عند أمك ،
اذا كانت رائعة وتحبك وأنتي تفضلي طعامها
فسكتت ونظرت إلي نظرة غريبة
ولم تعرف ماذا تقول
وركضت باكية إلى والدها وقالت له أريد الذهاب لأعيش مع أمي ، هكذا طلبت مني زوجتك !
فنظر الي نظرة استغراب فقاطعتها قائلة لا حبيبتي مكانك ليس عند والدتك ،
مكانك هنا بالبيت لكن ليس دون الإصغاء لكلام أمك كرمي الطعام وسكب العصير على أرض غرفتك وترديد ما تعلمك إياه أمامي ،
فسكتت وعلمت أنني مدركة ما تفعله ولماذا ؟
فانزعجت ابنة ثمان سنوات وذهبت غرفتها وطبعا
غضب زوجي وكانت المشاجرات تكبر يوم بعد يوم ، حتى باتوا يدخلون غرفتي خلسة ويخفون أشيائي بين الحين والأخرى !
ويطبقون دروس ماتعلموه عند والدتهم ، لكنني كنت صابرة وصامتة متمنية أن يتغيروا مع الأيام ،
وخاصة البنت الكبرى التي تشعر أنني في المكان الغلط ووجودي بالبيت عبئ عليها ،
ومرت الأيام كما هي لا شيء مبشر حتى استيقظت ذات صباح باكرا كالمعتاد لأجهز طعام الغداء ،
وطلبت من خادمتي باتمام الغداء لأنني تأخرت قليلا على العمل ،
فطلبت منها وضع ما صنعت من غداء على الغاز قبل حضور الفتيات من المدرسة بحوالي ساعة ونصف تقريبا.
وطلبت منها انهاء الغداء قبل وصولهم بمدة قصيرة ، لأنني دربتها قبلا على طريقة طهو جميع الأكلات فصارت ضليعة ،
وبت أعتمد عليها في انهاء ما أصنعه قبل ذهابي ،
قضيت يومي في المدرسة وكان يوم شاق جدا
حتى الساعة 4 عصرا كنا نقوم بتجهيز حفلة خاصة بالمدرسة ،
ولم أنتهي حتى الساعة الخامسة
فعدت للمنزل ودخلت وكان فارغ لم أجد أحد داخله.
إقرأ أيضا: مرحلة التفكير قبل النوم من أخطر الوسائل السلبية على الإنسان
اتصلت بزوجي وأنا أصرخ أين الأولاد اين الخادمة ،
ثم فقال لي نحن بالمشفى والبنات بغرفة العمليات مع طاقم المشفى ،
ركضت إلى المشفى وعند دخولي كان الطبيب
يقول لزوجي العمر لك لم نستطع فعل اي شيء قدر الله وماشاء فعل !
للأسف ظننت أنه يتحدث عن أحد ما لا أعرفه من مات ،
لكن زوجي صرخ بصوت عالي لا لا بناتي كيف كيف لماذا ما السبب !
قال الطبيب كانت في معدتهم مادة شمعية تسببت بتشمع الكبد ، ومنع ضخ الدم لكافة الجسم وتوفيتا على الفور.
وسنبدأ بالتحقيق منذ الغد صباحا بالحادثة
وأعانك الله وصبرك على فرافقهم ،
وأنا مذهولة وكأنني في حلم وكابوس
أولم أصدق ما يحدث أمامي صار زوجي يصرخ ويصرخ وويعانق البنتين ،
ويرفع يداه للسماء ويقول لماذا ياربي لماذا ؟
عانقته وأنا أبكي وقلت له حرام لا يجوز هذا الكلام
الصبر الصبر يا حبيبي
وحضرت والدتهم وكانت تضرب صدرها وتصرخ بناتي كانو أمانة عندك ولم تحفظ الأمانة.
لقد قتلتهم زوجتك لقد سممتهم زوجتك وارتاحت.
الأن صرخت في وجهها حرام عليك هل أقتل أطفال لا ذنب لهم ، اني أخاف الله ورغم أن زوجي كان يعرفني ،
ويعرف كم أنا متدينة إلا أنه نظر إلي نظرة استفسار ؟
قلت له لا ، لا إياك و هذه الأفكار أنا أخاف الله ،
وقالت للطبيب هذه قاتلة بناتي زوجة أبيهم هذه هي ، وتشير بيدها علي وتصرخ وتبكي.
إقرأ أيضا: زوال الكلفة يزيد الألفة
نظرات كل من حولي تقول زوجة الأب القاتلة
لم تمضي ساعتين على اتهامها لي حتى جاء الضابط إلى المشفى ،
واستدعاني إلى مكتب التحقيق وبقيت 4 ساعات متواصلة بين أسئلة واتهامات حتى ظهرت أسباب الوفاة للبنات ،
وهي وجود مادة بلاستيكية مذابة ممزوجة بطعام الغداء الذي اعددته أنا قبل ذهابي للعمل صباحا وصرت المتهمة ،
بالقتل العمد للأطفال ووضعت القيود بيداي وأقتادوني للسجن ، وزوجي ينظر إلي حائر ضائع صامت لا يعرف ماذا يفعل .
دخلت سجن النساء حيث القاتلات والسارقات
ومروجي المخدرات والعاهرات والأبرياء ،
خليط ، خليط من النساء رمت الأقدار بهم من كل مكان في هذا المكان جلست باحدى الزوايا وحدي أبكي وأبكي بصمت.
حتى جلست بجانبي سجينة قالت لي كلنا بكينا في اليوم الأول والثاني والثالث ثم تعودنا.
وأصبح السجن منزلنا لا تخسري دموعك لأنك بحاجة لها في الأيام القادمة .
وبعد يومين كان أهلي قد أرسلوا لي محامي
جاء لمقابلتي وطلب مني أن أروي له كل شيء عن حياتنا في المنزل وعن أدق التفاصيل ،
وبدأ العمل على قضيتي وطلب خروجي من السجن بكفالة لكن القاضي رفض ،
وبقيت 3 أشهر قيد التحقيق وقضيت ثلاث أشهر مع النساء السجينات
التي كانت قصة كل واحدة منهم تكسر الحجر ،
ولكل واحدة سبب قوي في ارتكابها الجرم من وجهة نظرها ،
وهناك البريئات التي تصر على برائتها والظلم الذي تعرضت له من القاضي برشوته.
كانوا يعيشون حياة طبيعية جدا يطبخون ويأكلون ويلعبون ويتحدثون ويضحكون ويتزينون بشكل طبيعي ،
سبحان الله على صبرهم وعلى نعمة التأقلم مع الحال حتى خلف القضبان وصرت كواحدة منهم أعيش لكن على أمل اظهار برائتي ،
حتى حضر المحامي قبل محاكمتي بخمس أيام وأخبرني بأن المادة البلاستيكية الموضوعة بالمرق الأحمر هي ملعقة بلاستيك.
إقرأ أيضا: كان هناك شاب توفت والدته قبل زفافه
التي تستعمل مع الوجبات السريعة تم وضعها بالمرق مدة ساعتين حتى ذابت من الغلي والحرارة ،
وعندما تناول الأطفال الطعام تجمدت في معدتهم ،
وأمتصها الجسم وتجمدت بالدماء حتى أدت للوفاة.
وطلب حضور الخادمة للتحقيق معها منذ أيام أيام فأنكرت ذلك ، وقالت أنني أنا أعددت وقمت بتجهيز الطعام ،
وهي فقط أشغلت الغاز فقلت له أبدا أبدا وأقترحت عليه احضارها للمحكمة لمواجهتي أنا بالمحكمة
وطلبها للمواجهة والشهادة .
وفي اليوم الموعود إلتقينا عند القاضي
وسألها القاضي أمامي عن ذلك اليوم
وكيف كان بالتفصيل ،
وسألها هل وضعت الملعقة أو طلب أحد منك وضع الملقعة بالطعام.
فأجابت لا ! هل أنتي وضعتها فقالت لا ؟
فقال لها اذا كذبتي سوف تسجنين ؟
كيف وصلت الملعقة لداخل الطنجرة !
وظلت صامتة ولم تنطق بكلمة واحدة وطلب القاضي تأجيل الجلسة لمدة شهر للتحقيق الأوسع فصرخت أنا وبكيت
سأظل داخل جدران السجن شهر أيضا.
بكيت وبكيت وصرخت ورأيت أمي وأبي خارج غرفة القاضي يبكون وهم يشاهدوا القيد في يدي مثل المجرمين.
أما زوجي فلم أعد أراه أبدا ، وأعتقد أنه جزم أنني أنا قتلت أولادة.
مر شهر مثل سنوات بهذا السجن الرهيب
الذي كنا نساق إلى التنظيف والعمل والذل كأنه سنوات ،
حتى جاء المحامي يوم ليحدثني أنه التقى الخادمة وقال لها إذا لم تقولي حقيقة ماجرى فسوف يحكم على صاحبة المنزل بالإعدام شنقا.
إقرأ أيضا: غرسة بالجنة
ولن يغفر الله لك قولي قول الحق وما. جرى مهما كانت العواقب ، وليس أمامنا وقت إلا أسبوع ،
وصرت أفكر وأتذكر كم كنت لطيفة معها
كم كنت ودودة وكم من مرة ساعدتها وأعطيتها الملابس والنقود.
كم كنت صديقة لها هل هذا جزاء المعروف .
حتى جاء يوم الجلسة الأخيرة أمام القاضي
وكان كل شيء ضدي كزوجة أب ،
حتى نطقت الخادمة وقالت أنني كنت أحب البنات وكنت أحن عليهم ، وقالت أنها قد أستعملت الملعقة البلاستيك ،
لتتذوق الطعام فسقطت داخل القدر وتركتها لأن المرق كان حار جدا.
ولم تحاول إخراجها ، وبكل غباء تقول قلت في نفسي بعد الإنتهاء من الطهو وقبل حضور المدام أخرجها عند سكب الطعام.
ونسيت موضوع الملعقة عند سكب الطعام للبنات ولم تتذكر الموضوع إلا عندما سألها المحقق ،
وخافت وأنكرت حتى أعترف عندما علمت أنني قد أعدم ،
وهكذا ظهرت برائتي والحمد لله وحكم القاضي بالإفراج عني وحبس الخادمة بتهمت الإهمال سنة واحدة فقط ،
خرجت بعد 4 شهور من السجن لبيت أهلي بفرحة أبكت الجميع إلا زوجي ،
عند ظهور برائتي وعند خروجي كان عند باب القاضي ،
نظر إلي وقال حتى لو كنتي بريئة في نظر القانون فأنت قتلتي بناتي ،
أنت قتلتي بناتي ! أنا قلت بنات زوجي
وحتى في نظر أقاربي لم يصدق أحدا ما جرى
كل الأقاويل كانت تدور حول تقديم المال للخادمة ، حتى تقول ما قالت للدفاع عني .
عدت لمنزل أهلي وبعد أسبوعين بعث لي زوجي ورقة الطلاق التي قسمت ظهري
ليس لفقدانه لا بل للظلم الذي أحاطني من المجتمع .
حتى عملي كمعلمة فقدته بعد دخولي السجن.