قال العلماء حينما سقط سيدنا يوسف في البئر وضع سيدنا جبريل يداه تحت قدميه قبل أن يصل إلى قاع البئر المظلم ووسط الظلام الرهيب ،
كانت عناية الله ترعى الطفل الصغير فلا خوف ولا حزن ولا هلع لأن “الملك الحق” نصير المظلومين ،
وإن كانوا مشركين فكيف تكون رعايته لطفل سيكون من المرسلين المخلصين وكأن السماء تقول له
إذا أغلقت الدنيا أبوابها في وجهك ، وإذا تقطعت بك السبل ، وعجز العقل عن التدبير ، وسيطر اليأس على القلب المسكين ،
وتكالبت الهموم على العبد الضعيف ، وخذله الناس أجمعين فإن”الرحمن الرحيم” قد فتح لك أبواب السماء التي لا يعجزها شيء ،
لأنه بشر المظلومين والمتعبين بقوله(وعزتي وجلالي لأدبرن الأمر لمن لا حيلة له حتى يتعجب أصحاب الحيل).
ومثله سيدنا إبراهيم قبل أن يتم إلقاءه في النار كان عمره 16عام وقام الفجار بإلقائه في نيران أشعلوها 30 يوما ،
لدرجة أن الطيور هجرت الأشجار خوفا من لفح النيران فقال القرآن الكريم عنها (فألقوه في الجحيم)
فنزل إليه سيدنا جبريل قائلا له : لو أمرتني لأطفئت النار وأهلكتهم جميعا فرد عليه قائلا :
عالم بحالي غني عن سؤالي فكان أعزلا وحيدا ولكن قلبه كان يطوف حول عرش الرحمن فصغرت الأهوال والنيران التي تذيب الجبال أمام عينيه ،
إقرأ أيضا: ظل سيدنا سلمة بن الأكوع رضي الله عنه يقاتل سرية مكونة من 40 فارسا
لأن العناية الإلهية حينما تحيط أهل الإيمان تجعل المستحيل ممكنا ، وتحول العذاب بلسما ،
وتقلب المحنة إلى منحة ، وتغير النقمة إلى نعمة.
وأخذ الخليل يردد حسبنا الله ونعم الوكيل وهي كلمات تخترق الحجب لتصعد تحت”عرش الرحمن”
فحدثت المعجزة فمكث إبراهيم في النيران 7 أيام ولما هدأت النار وجدوا “سيدنا #إبراهيم”فوق ربوة خضراء يسبح”بحمد مولاه”
ولم تحترق إلا القيود فقط وقال سيدنا إبراهيم بأن هذه الأيام أفضل أيام حياتي لأني كنت في عناية الله ،
لذلك وصفه القرآن العظيم بقوله( إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا)