قتيبة بن مسلم الباهلي

قتيبة بن مسلم الباهلي

عندما فتح مدينة بيكند وهي تابعة لبخارى صالحه أهل المدينة وجعل عليها واليا من المسلمين ، فلما رحل عنها نقضوا عهدهم ،

وقتلوا الوالي المسلم ، وكسروا أنوف من كان بالمدينة من المسلمين ، ومثلوا بهم ؛ فعاد إليهم وحاصرهم شهرا.

وهدم سور المدينة فطلبوا الصلح فأبى ذلك ، وأصر على فتحها بالسيف فقتل المقاتلين ،

وغنم الأموال ، وكان الذي واليا على المسلمين رجل كافر من أهل المدينة أعور العين ،

وقد وقع أسيرا ، فقال لقتيبة بن مسلم

(أنا أفتدي نفسي ب ٥٠٠٠ ثوب حريري)

فأشار الأمراء أن يقبل ذلك منه ، فقال قتيبة :
(لا والله لا أروع بك مسلما مرة ثانية وأمر به فضربت عنقه)

عندما فتح مدينة سمرقند ، وكانت قاعدة ملك الأتراك إشترط على أهلها أن يبني في المدينة مسجدا لله ويضع فيه منبرا ،

ويصلي فيه ويخطب على المنبر ، وأن يحطم أصنام المدينة وأوثانها ، وبالفعل تم ما أراد ،

فلما أخذ الأصنام ألقيت بعضها فوق بعض حتى صارت مثل الجبل الكبير.

ثم أمر بإحراقها ، فتصارخ أهل المدينة وبكوا وقال الكفار :

إن فيها أصناما قديمة من أحرقها هلك ، وجاء ملك المدينة واسمه (غورك) ، وقال لقتيبة :

إني لك ناصح لا تحرقها فيصيبك الأذى
فقال : أنا أحرقها بيدي.

{فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنظِرُونِ﴾

ثم قام إليها وهو يكبر ﷲ عز وجل وألقاها في النار فاحترقت كلها.

كان قتيبة بن مسلم فارسا مغوارا فكان يضاهي خالد بن الوليد رضي الله عنه في الغزوات ،

حتى عندما قتل قتيبة قالت إحدى ملكات الترك للمسلمين :

لو كان قتيبة فينا لجعلناه في تابوت واستفتحنا به النصر عند النزال.

المصادر :
البداية والنهاية (لإبن كثير)

إقرأ أيضا: علماء في مواجهة السلاطين

Exit mobile version