قد يكون من تطمئن في وجوده هو ذات الشخص الذي ينتهك حقوقك

قد يكون من تطمئن في وجوده هو ذات الشخص الذي ينتهك حقوقك

ليلة ممطرة مصحوبة ببرق ورعد تدوي إنذار سيارات الشرطة في الشارع وخلفها سيارة إسعاف على الرغم من صعوبة الطقس.

إلا أن هناك بعض الأشخاص يقفون في الشرفة يشاهدون ما يحدث ،

وآخرون تحت البناية وعلى درجات السلم همهمات ونظرات مختلفة ،

لكنهم مجتمعين على نظرات الشفقة والحزن على تلك الأم المكللة التي تبكي جراء سقوط ابنتها من أعلى البناية ،

ولا أحد يعلم هل انتحار أم جريمة قتل لشخص ، لا يحمل معنى الإنسانية.

المسعفين يضعون الجثة في سيارة الإسعاف وتذهب الأم والأب القعيد خلفهم في سيارة الشرطة يغادرون البناية والشارع ،

ويعود كل شخص إلى منزله يتسامرون عن ما حد ،. فبوجود موضوع للحديث لن يكفوا عن الثرثرة ، وافتعال أحداث زائدة.

في مقر الشرطة يتم استجواب الأب والأم عن ما حدث وتبكي الأم بانهيار على فلذة كبدها وهي تقول :

ابنتي الجميلة لا تأذي أحد ولا تفعل أي شيء سيء تعلم ما هي الأخلاق والقيم الجميع يحبها ، وليس لديها أعداء.

بكت بحرقة وأنين ليقول لها الظابط : أرجوكي ساعديني كي نعلم ما سبب مقتلها.

لتكمل حديثها وهي تقول منذ إصابة والدها بشلل ونحن نعين بعضنا البعض ، لكنها يا سيدي ليس لديها أعداء ومؤمنة بالله ،

حتى لو كثر عليها الهم والغم كانت ترضى بما قسمه الله لها فهي ابنتي أعلم عنها كل شيء ، ولن تنتحر مطلقًا.

هي أخبرتني أنها ذاهبة لشراء بعض المستلزمات من البقالة ،

يا ليتني أوقفتها يا ليتني كنت أصريت على موقفي من عدم النزول.

إقرأ أيضا: عنده من المال عائرة عين

لقد حذرتها بأن السماء ستمطر ، لكنها لم تستمع لي قالت ستأتي قبل هطول الأمطار.

لتضرب وجهها بكلتا كفيها وهي تكمل حديثها ، لكنها عادت لي جثة هامدة لم تعد ابنتي العزيزة ،

لن أستطيع احتضانها مجددًا ذهبت إلى الأبد من سيجعلني أضحك من جديد!

من يهون عليّ مصاعب الحياة ونتشاجر سويًا كالأصدقاء ، واحسرتاه.

بعد التحقيقات كانوا ينتظرون تقرير الطب الشرعي ، ولأن مسرح الجريمة قد اختفى أثر الأمطار الغزيرة فلا يوجد دليل.

ليأتي عمها وزوجته وابنتها وولدها ليتم استجوابهم فهم يسكنون في البناية المجاورة لهم ،

وبعد أن علموا بالأمر استقلوا سيارة وأتوا خلف سيارات الشرطة ، وبعد الإستجواب كان كلامهم مدح في الضحية.

ابنة عمها كانت صديقتها المقربة ، لذا قررت أن تراها لأخر مرة بعد أن أخبرها الشرطي بأن وجهها ما زال كما هو.

قرروا جميعًا توديعها قبل أن يتم تشريحها ، بالفعل كان يدخل واحد تلو الآخر الحزن يخيم عليهم جميعًا ويبكون ،

من ثم تم أخذها للتشريح.

لتقول ابنة عمها بصياح : لماذا نعذبها أكثر من هذا؟ ألا يكفي ما عانته سنكون ضدها نحن أيضًا وإيذاء جسدها ،

حتى بعد الموت بتلك الطريقة.

لتصرخ والدتها وهي تبكي بشجن : يجب معرفة القاتل ، لا يتدخل أحد بالموضوع.

لتفقد الوعي ويتم نقلها لغرفة للفحص.

كانت ابنة عم الضحية”ز” تبكي وهي جالسة بجوار والدة “ز” تبكي وهي تراها تتألم كأنه كابوس ،

على وجهها علامات الحزن الشديد ودموع تتساقط من عينيها التي تنظر للفراغ وتبكي بصمت.

إقرأ أيضا: ممكن أحضنك؟

أمسكت الفتاة يد زوجة عمها وهي تخبرها بأن حق “ز” سيأتي إذا كانت مقتولة.
لا مجيب.

لتكمل الفتاة وهي تمسح دموعها من على خدها وهي تقول مازحة :

ألم تريها كانت تبتسم بشدة كانت باسمة وهي على قيد الحياة وفارقتها وهي تبتسم أيضًا شهيدة بإذن الله ،

وأيضًا لا يجب علينا تعذيبها أكثر بالتشريح.

أمسكت والدة”ز” يد الفتاة وهي تخبرها بصوت مبحوح يطغوا عليه الحزن :

أخبريهم أننا لا نريد أي شيء يلمس جسدها سنقوم بدفنها اليوم وأخبري أباكي أن يشرف على تصاريح الدفن وسأشكره بنفسي.

أومأت الفتاة رأسها وهي تقوم كي تغادر وتخبرهم بما حدث للتو.

أخبرت الفتاة أبيها ليتنفس أخيها الصعداء ويقول والدها : هذا قرار جيد يكفي ما مرت به.

سأذهب لأخذ التصريح اعتني بزوجة عمك جيدًا ، وأنت بني فلتأخذ عمك وتعيده للمنزل فالطبيب أخبرنا أن هذا ضار بالنسبة له.

فعل الجميع ما قاله الأب وانتهت التصريحات وتم دفن “ز”.

لم تأخذ الأم التعزية في ابنتها ولم تستقبل أحد كانت في غرفتها لم تغادرها قط ،

ظلت هكذا حتى انتهت فترة العزاء التي قامت به زوجة عم”ز”.

مضى ثلاثة أيام في اليوم الرابع غادر العم وعائلته إلى منزلهم وجعل ابنته تبقى بجوار عمها وزوجته كي ترعاهم ،

حينما تستعيد طاقتها من جديد.

لتوافق والدتها على مضض وهي تغادر.

في شقة عم “ز”أقفلت الزوجة الباب وهي تخبره بحدة :

ابنتي ليست خادمة كي تبقيها هناك ، أنا أعلم جيدًا أنك تهتم لأمر زوجة أخيك ، لكن ليس لتلك الدرجة.

إقرأ أيضا: أصابه الظمأ ليلا فقام من سريره

ليعلو صوتها وهي تقول : وافقت على ما قلته ليس لأنني أهابك ، بل بسبب الناس لا يقولون عني شيء.

غادرت من أمامه وأقفلت باب غرفتها بقوة خلفها ، لينظر زوجها إلى ابنه وهو يقول بغيظ :

أرأيت يبدوا أنها مشوشة أعلم أنها لا تحبهم لكنهم في مأزق ويجب الوقوف بجانبهم.

قال له ابنه بلامبالاة : هذه طبيعتها اتركها بعضا من الوقت وستعود لطبيعتها.

لم يحتمل زوجها الأمر ليترك المنزل بأكمله ، ويخرج ليسهر مع أصدقائه وتبقت هي وابنها في المنزل كلًا منهم في غرفته ،

لتدق الساعة معلنة أنها الثامنة مساءًا.

لتضع الزوجة رأسها على الوسادة وتغط في نوم عميق.

كان والداي”ز” يشعرون بفقدانها أبيها الذي يبكي في صمت لا يمكنه التحدث بما يجول في خاطره ويفرغ الكم الهائل من الغضب الذي بجبعته ،

أما والدتها تمسك صورتها وتحدق بها ، حتى وهي تأكل ،

بالرغم من وجود ابنة العم تحاول تخفيف الأمر عليهم ، إلا أنها لم تكليء فراغ ابنتهم.

تقف”ز” وهي تبتسم ابتسامة جميلة وتقترب منها لتتحول الابتسامة من جميلة إلا أبشع وأبشع ،

أصبحت مخيفة يسيل منها دماء من جسدها تسير عرجاء عيونها سوداء مخيفة تقترب منها تحاول الوصول لها ،

أما هي تتراجع للخلف تنظر هنا وهناك ، حتى اقتربت منها تنظر خلفها كانت الهاوية وأمامها”ز” بهيئتها المريبة ،

وهي تقول بصوت به حشرجة”أنتِ السبب”!

ومن ثم تلقيها في الهاوية لتصرخ بقوة وتستيقظ من نومها وهي تتنفس بصعوبة بالغة ،

لتسمع طرقات على الباب كان ابنها يقول لها بصوت يشوبه القلق ، أمي هل أنتِ بخير لمَ تصرخين؟

لتجيبه بصوت مرتعد : أنا بخير كابوس مزعج فلتعد للنوم.

ليأتيها الرد : حسنًا.

إقرأ أيضا: بنت الزبال؟!

أما هي كانت تزيل حبات العرق الذي ملأ وجهها وتحاول ضبط نفسها وهي تضيء المصباح الذي بجوارها”أباجورة” ،

لتقفز من موضعها بفزع وهي ترى دماء متناثرة في الغرفة.

لتخرج مسرعة وهي تنادي على ابنها وتخبره من أين أتت تلك الدماء؟

ليأتي وهو يركض للداخل ، لكنه لم يرى أي شيء.

ليطمأنها بأن قلبها ضعيف وما زالت تتذكر ابنة العم يجب أن تتناسي ما رأيتيه اليوم.

لكنها وقفت تنظر له عدة ثواني بريبة ، لتباغته بسؤالها : لماذا اعترضت على تشريح جثتها؟

لينظر لها ببلاهة ، لتقول والدته بشك : أجبني.

ارتبك من سؤالها وحاول أن يهرب منه فقال لها بتوتر حاول جاهدًا أن يخفيه :

لا شيء ، فلا يجب أن نعذبها حتى بعد مماتها ، الأن اخلدي للنوم مجرد كابوس سأعود لحجرتي فغدًا لدي جامعة.

غادر وتركها في حيرة من أمرها لتعود مرة أخرى إلى الحجرة لتنام هذه المرة دون رؤية شيء.

في اليوم التالي كان العم يأخذ حمام ساخن ، مغمض العينين إذا فجأة يشعر بشيء لزج يسيل على جسده ،

فتح عينيه ليتراجع للخلف بصدمة لتزل قدمه ويضرب الحائط بقوة لتخرج صرخة مؤلمة أثر سقوطه وجحظت عيناه من منظر الدماء التي تملأ جسده.

يحاول إبعادها ، لكن بدون جدوى لتدخل زوجته فتراه ساقط أرضًا ويزيل قطرات الماء بغضب ورعب من على جسده ، لتخبره بقلق :

ماذا تفعل ، ولما صرخت بقوة؟
نظر لها بزعر ، وهو يخبرها : الدماء تملأ جسدي.

ليعيد النظر إلى جسده ليندهش مما يراه لا يوجد أي شيء هل يمكن أنه يخيل له؟

ظل صامتًا ، لتقول له زوجته ما الأمر؟

إقرأ أيضا: لما لم تخبريني أنك كنت تتألمين منذ الأمس؟!

انتبه لها ليجيبها بشرود : لا شيء سأكمل ما أفعله فلتعدي الطعام لحين خروجي.

حسنا.

مر يومين كانت كوابيس لا حصر لها لزوجة العم فتارة تشعر بأنها في مكان خالي وهناك من يعتدي عليها يريد قتلها ،

وأخرى ترى وجه “ز” الملطخ بالدماء وهي تبتسم لها برعب لتركض من أمامها ،

ومن ثم تقوم بدفعها للأسفل لتستفيق وهي تحاول أخذ نفسها الذي كاد يوشك على الإنتهاء مدى الحياة.

في بعض الأحيان تشعر بها حولها في المرآة تقف خلفها وتحاول خنقها ، والدماء في كل مكان ،

لذا لم تتحمل الوضع وذهبت إلى شيخ ليخبرها ماذا يحدث لها!

عند العم يراها وهي تضحك أمامه مع ابنته سرعان ما يتحول شكلها إلى بشع عيون حمراء مخيفة ودماء على كامل جسدها ،

ومع هذا تبتسم له ابتسامة مرعبة تجعل دقات قلبك تتصارع رعبًا.

يمسك هاتفه ويأتي بصور لها مع ابنته فينظر لها بحزن شديد.

عند الشيخ يخبرها بأن الفتاة عادت لتنتقم منها ماذا فعلتِ لها؟

ظلت تقول لم أفعل شيء لها وتقسم بالله ، ليمر الوقت وهو يعطيها بعض المواد تضعها في المنزل ، وتستحم بها.

عادت لمنزلها ودخلت غرفتها فوضعت حقيبتها جانبًا هنا شعرت بمن يمسك شعرها بقوة يكاد ينخلع من رأسها ،

ونار تتأجج في جسدها بأكمله لا تستطيع التحدث لتضرب رأسها في المرآة لتدخل شظايا الزجاج في وجهها لتشوه وهي لا تستطيع النطق.

بعد رؤية الدماء وما حدث أخيرًا استطاعت الصراخ ليدخل ولديها ليروا ما حل بها ،

فورًا تم نقلها للمستشفى وهناك تم إخراج كل ما في وجهها وتخييط الجروح ولا أحد يصدقها ويقولون لها بأنها يبدوا أنها وقعت دون قصد.

هنا تذكرت كيف تم تشويه جسد والدة “ز” بعد أن أوقعتها عنوة وهي تحمل الماء الساخن للغابة ليحترق جسدها ،

عندما قالت لهم الحقيقة لم يصدقوها أيضًا وقالوا أنها وقعت بدون قصد.

إقرأ أيضا: قالت الفتاة يا محمد أريدك أن تكون مسيحي!

بعد أن علمت أن زوجها يحبها منذ الصغر ، لكن تزوجها أخيها قبل أن يعلم أحد بما يكنه لها من مشاعر حتى هي ،

فلهذا كانت تكيد لها المكائد وتبغضها للغاية أما أم “ز” كانت تتحمل كل ما تفعله ولا تعلم لمَ تفعل هذا.

عادت للمنزل وفي المساء كان الجميع نيام ليخرج العم إلى دورة المياه وهناك رأى شخص جالس على الأريكة ،

ويعطي له ظهره ليقترب منه ظنًا بأنها ابنته.

عندما وضع يده على كتفها أدارت وجهها ليتراجع خطوتين دون أن ينطق ببنت شفة ،

علامات الرعب والخوف ترتسم ملامحه ليضيء التلفاز ويعرض صور لفتاة في دورة المياه وهي عارية واحدة تلو الأخرى.

لتقترب منه الفتاة وهي تبتسم بخبث وهو يتراجع للخلف ليخرج صوت فحيح مخيف ،

وهي تقول له” ألست كابنتك فلماذا تعاملني هكذا؟

ليصرخ بقوة وهيستيريا قبل أن تصل له وهو يخبرها كانت نزوة لم أقصد أذيتك وظل يتحدث كلامات لا معنى لها ،

بعد أن شعر بكف ساخن يوضع على جسده في أماكن متفرقة ويطبع من شدة سخونته.

ليخرج الجميع من غرفة وهو يتحدث عن كيف وضع الهاتف في المرحاض كي يتم تصويرها وابتزازها بتلك الصور ،

لينظر له ابنه بصدمة وهو يخبره بصراخ وغضب بعد أن أمسكه من ملابسه.

لماذا فعلت هذا ألم أخبرك بأنني أحبها وسأتزوجها لهذا السبب ابتعدت عني!
أنت قتلتها أعلم هذا.

لتبكي أخته وأمه تزيل يده من على والده لتصفعه بشدة كي يستفيق مما يفعله ليخرج من الباب وهو يضربه بعنف ،

لم تمض بضع دقائق لتصل الشرطة وهي تأخذه لأنه مشتبه في مقتلها.

بعد يومين من التحقيق والحفر لأخذ الجثة للتشريح ، وعلى الرغم من صراخة ونفيه لقتلها لم يسمعه أحد ،

لأنه يوجد بقايا بصمات على ملابسها التي تم التحفظ عليها تخصه.

وقبل ليلة الحكم عليه وجدوه مشنوق في زنزاته ، وبجواره كلمة” لم أقتلها “.

Exit mobile version