قصة إبن الأعرج الجزء الأول
في قديم الزمان كان يوجد رجل أعرج وكان من أغنياء البلد ، حيث يمتلك الكثير من الأراضي الزراعية والأغنام والأبقار والإبل.
وكان له أربعة إخوة ، وكان الإخوة الأربعة من أم ، والأعرج من أم أخرى.
ولكن كان الأعرج فاحش الثراء.
جميع الإخوة يملكون ثروات والجميع يشكلون عصبة واحدة دون الأعرج منفرد عنهم في ثروته وماله وممتلكاته.
وكان الإخوة لا يحبون أخاهم الأعرج بسبب نجاحه وشهرته في التجارة وماله وثروته الكبيرة ،
إلا أنهم يخبئون غيظهم ولا يظهرون له أي شيء ، بالرغم من حبه لهم لا ينام حتى يجتمع معهم ويناقش أمور العمل ولم يفضل أحد عن الآخر.
مرت الأيام والأعرج مازال لم يرزق بطفل بعد ، إلى حين جاء ذلك اليوم وحملت زوجته ،
وكان شديد الفرحة والسعادة وكان ينتظر أن تلد بفارغ الصبر.
حتى جاء موعد الولادة ، وأنجبت ولداً ، فرح بمولوده الأول بعد انتظار سنين ، وكان يحب إبنه كثيراً.
وكان الإخوة يشاهدون بصمت حبه المجنون لولده ،
فقال أحد منهم : يجب أن نتخلص من الأعرج قبل أن يكبر إبنه ويرث كل تلك الثروات ،
ولكن سوف نضع له خطة ونرى ماذا سنفعل.
فعلاً اجتمع الإخوة الأربعة ووضعوا له خطة.
وفي الصباح استأجروا شخص وأعطوه مالاً كثيرا بأن يسمم أخاهم.
ذهب الرجل إلى منزل الأعرج وطرق الباب ،
الأعرج مرحبا من أنت وماذا تريد.
الرجل أنا عابر سبيل لقد جئت من البادية أبيع سمن هل تشتري مني ،
حيث أني لم أبع منذ يومين ولدي أطفال ، أرجوك اشتري هذي العلبة.
إقرأ أيضا: كانت هنالك زوجة تفيض مشاعرا وأحاسيس
رق قلبه وأخذ منه العلبة ودفع له مال أكثر مما يجب ورحل.
وبعد ثلاثة أيام أخذ الأعرج العلبة معه إلى رحلة تجارية وفي منتصف الرحلة قال للرحالة :
دعونا نرتاح ونأكل وثم نتابع الرحلة.
أكل معه البعض وبعد دقائق أصبحت حالته تسؤء ولم يستطع الحركة واغمي عليه ،
أصبح طريح الفراش بين الحياة والموت.
وعندما سمع الإخوة الخبر فرحوا جميعا ، وأسرعوا إلى منزل أخيهم بوجه مزيف يبكون.
قال لهم : إخوتي سامحوني إني أشعر بأن وقتي قد حان ، أريد أن أوصيكم على إبني وأمه وأنا أثق بكم.
قالوا : لا تقلق لن نفرط بهما ولن نتركهما أبدا.
ثم طلب من زوجته أن تضع إبنه على صدره ، أتت الزوجه بابنه وفعلت كما أمرها.
قال : بني كم كنت أتمنى أن أراك وأنت تركض وتلعب وكم كنت مشتاق جدا بأن أضمك وأعلمك كيف تخطي في أول خطواتك ،
ولكن لم يكتب لي القدر بأن أراك سامحني يا بني.
ثم مات الأعرج ، وبكت الزوجة وطلبوا منها أن تستعد لمراسم العزاء وكل الإخوة يمثلون بأنهم حزينون على فراق أخاهم.
بعدما انتهت مراسم العزاء ، أخذ الكل يتقاسم ثروة أخيهم الذي لم يمر على دفنه ساعات.
أخذ كلن منهم قسم من الثروات ولم يكتفوا من ذلك.
ذهبوا إلى زوجة أخيهم ، وطلبوا منها أن تترك القصر لأنه طلع من نصيب أحد منهم.
قالت الزوجة : كيف هذا ولماذا أترك القصر ومن سمح لكم بأخذ ثروات زوجي الذي لم يمر على دفنه يوم؟
وإلى أين أذهب أنا وابني المولود ، حرام عليكم.
قالو لها : اذا لم تتركي القصر سوف نخرجك بالقوة.
وبالقوة أخرجوا الزوجة من قصرها وهي تحمل إبنها الصغير وبدموع تنكب مثل الشلال على خدها.
إقرأ أيضا: قصة هينة الجزء الأول
أخذت إبنها وغادرت ، وهي لا تدري إلى أين ستذهب.
لم يسمحوا لها بأن تأخذ أي شيء ، لقد كانوا شديدو الحقد والكراهية ،
لم يشفق أحد منهم على إبن أخاهم رغم ضعفه وصغر سنه ، لا يزال عمره بضع شهور منذ ولادته.
ذهبت تمشي وتحمل إبنها بين ذراعيها تحت أشعة الشمس الحارقة ،رحتى تمكنت من الخروج من تلك القرية.
وبعد ساعات شعرت بالعطش والجوع وأصبح جسدها لا يتحمل أكثر من ذلك.
وجدت أمامها مزرعة ، دخلت بين أشجار المزرعة لعلها تجد ماء تروي عطشها وتستعيد طاقتها.
بحثت كثيرا بين تلك الأشجار لم تجد شيء.
استندت تحت شجرة وضمت إبنها وسط صدرها ، نظرت إلى إبنها وهي تبكي على ما حل بها وبابنها الرضيع.
ماذا تعمل كيف ستربي هذا الطفل ، وأين ستسكن به؟
كل هذه الأفكار تدور في ذهنها بعد أن كانت في أعز النعمة والثراء والراحة والسعادة.
ثم دعت الله عز وجل أن يتدبر أمرها وأمر طفلها وأن يجعل لهما مخرجا ،
ومن شدة الجوع والعطش غفت عيون الأم، وبعد ساعه تغيرت ملامح السماء وتزاحمت الغيوم ونزل المطر ،
واستيقظت الأم على بكاء الطفل.
قامت تبحث عن مكان لتحتمي من المطر ، لم تجد مكان.
نظرت إلى طفلها رأته يرتجف من شدة البرد ، هنا بكت الأم لم تستطع أن تتحمل أن ترى إبنها يرتجف وقد تبللت ملابسه.
وضعته في حضنها ولملمت كل جسدها عليه لكي يدفئ ولو بشيء بسيط.
وبعد قليل توقف المطر وقد استنزفت كل طاقتها.
حاولت استجماع قوتها بصعوبة وخرجت من المزرعة تمشي ، إلى أن وصلت قرية.
إقرأ أيضا: قصة إبن الأعرج الجزء الثاني
فرحت حين رأت المنازل ، دخلت القرية طرقت أول باب فتحت لها صاحبة البيت ،
كانت إمرأة عجوز أدخلتها وقامت في ضيافتها وحضرت لها الماء والطعام وغيرت ملابسها وملابس الطفل.
وبدأت تحكي للعجوز عن كل ما جرى ، قالت العجوز لا تخافي أنتي في أمان.
قالت الزوجة : سوف أمكث الليلة هنا وغدا سوف أرحل.
فقالت العجوز : إلى أين ستذهبين.
أجابت : لا أدري ، ولكن سأبحث عن عمل حتى أستطيع أن أصرف عن حالي أربي صغيري.
قالت العجوز سوف أرشدك إلى تاجر كبير ، رجل غني جدا ويحب فعل الخير ولن يخيب ظنك أبدا.
وفي اليوم التالي خرجت الأم مع طفلها إلى مكان ما أخبرتها العجوز.
وصلت إلى منزل التاجر ، طرقت الباب ، ففتح لها أحد الخدم.
طلبت منه أن يخبر سيده أن إمراة تريد المساعدة.
ذهب وأخبر سيده فقال له أدخلها.
دخلت وقصت قصتها ، حزن التاجر وقال لها لا عليك أنتي في منزلك من الأن ولا تفكري بشيء ر
بكت الزوجة وقالت : ربنا يكثر خيرك ويرزقك ويفتح عليك أبواب السماء ويبعد عنك كل مكروه وسوء.
عاشت الأم في قصر التاجر وقامت برعاية إبنها وكانت تعمل وكأنها في منزلها.
مرت الأيام ، تعلق التاجر بالطفل وأحبه وكان يلعب معه ويأخذه معه إلى السوق ، وقام بتعليمه حتى أصبح شاباً.
أصبح يذهب به إلى العمل بعد العودة من المدرسة ويعلمه أسلوب التجارة والبيع والشراء في المواشي ،
حتى أصبح رجلاً وأصبح يتاجر ويساعد التاجر في بعض المشاريع.
يذهب إلى رحلات في بعض المدن والقرى ، حتى أصبح تاجر ناجح.
تعجب التاجر من نحاح الإبن ، وكيف صار بكل هذا النجاح والاتقان في البيع والشراء.
وعندما شاهدت الأم إبنها أصبح رجل أخبرته بالحقيقة وأن والده كان من أكبر التجار وأن إخوة والده أخذوا كل أملاكه.
قرر أن ينتقم منهم وأن يأخذ كل ثروات والده.
قرر بأن يرجع مع أمه أتلى قرية والده ، ويعمل مشروعه هناك وينتقم منهم ، ويرجع كل ما سلبوه منه.
يتبع ..