قصة الأستاذ خالد الجزء الثاني
ذهب الأستاذ خالد إلى محطة الحافلة حتى يعود إلى منزله وهو يفكر في ما حصل معه في المقبرة ،
حتى وقفت الحافلة بجانبه وصعد بخطوات متثاقلة غير مكترث بما حوله.
وفي منتصف الطريق جاءت فتاة وجلست إلى جانبه وخاطبته قائلة : السلام عليكم كيف حالك أستاذ خالد؟
رفع خالد رأسه إلى مصدر الصوت فوجدها أحلام جارته السابقة التي كانت تسكن إلى جانبه في الحي ،
وانتقلت منذ فترة قصيرة إلى حي آخر ، فأجابها قائلا : أحلام ما هذه الصدفة كيف حالك؟
فأجابته أحلام مبتسمة : بخير سمعت أنك قد انتقلت إلى العمل في الثانوية بهذه الدائرة أليس كذلك؟!
فقال خالد على الفور : أجل انتقلت إلى هنا منذ عام وانت ، ماذا تعملين؟
أنا أعمل ممرضة في مستشفى الدائرة منذ ثلاث سنوات ،
فكما تعلم بعدما انتقلنا إلى الحي الجديد لم أستطيع أن أجد مستشفى قريبة مني فتم نقلي للعمل في هذه الدائرة.
توقفت الحافلة وهم خالد بالنزول بعدما وصل إلى الشارع الذي يسكن فيه ،
فودع جارته السابقة ونهض واقفا ، وفي تلك الأثناء خاطبته أحلام قائلة :
بالمناسبة لماذا لم تعد تدخل إلى مواقع التواصل ، أنا صديقة معك منذ ثلاث شهور ولم تتواصل معي.
تعجب الأستاذ من كلامها وبدأت الوساوس في أفكاره وبدأ يتمتم في نفسه وقال هل يعقل أن تكون أحلام هي من فعلت ذلك ،
ثم ما علاقتي بها حتى تأخذ صورتي من مواقع التواصل وتسحرها وتدفنها في المقبرة.
فأنا بالنسبة إليها مجرد جار سابق ليس إلا ، فطوال عمرهم كانوا يعيشون إلى جانبنا ولم نرى منهم أي شيء.
ثم كيف لم أنتبه أنها فعلا معي في قائمة الأصدقاء؟
لا ، أحلام لا يمكن أن تفعل ذلك ولا تربطني معها أي علاقة سوى علاقة الجيران ،
فهي إنسانة هادئة وخلوقة فلا بد أن هناك شخص آخر غيرها هو من فعل ذلك.
إقرأ أيضا: أحببت قاتلي
دعني أعود إلى ماضي قليلا وأبدا من أول خيط ، فأنا أتذكر أن أول علاقة كانت مع أسمهان زميلتي في الثانوية السابقة ،
فقد كانت أطول علاقة معها وكان تفكيري بها بشكل جدي في تكوين الأسرة ،
وبعد حادثة الإنفصال تأثرت كثيرا وانتقلت إلى ثانوية أخرى وانقطعت أخبارها عني.
منذ تلك المدة أصلا ، أسمهان كانت ضمن أصدقائي على مواقع التواصل لما نشرت تلك الصورة ،
وأذكر أنها قد علقت لي عليها ، إضافة إلى ذلك فهي تعرف كل المعلومات الكاملة عني ،
فهل يعقل أن تكون هي من فعلت كل شيء؟
وارد في هذا الزمن يا خالد ، وأنا لن أنتظر طويلا وسأذهب إليها بنفسي وأتحرى في الأمر.
في المساء خرج أستاذ خالد متوجها إلى الثانوية التي كان يعمل فيها مع زميلته السابقة أسمهان ،
حتى يقابلها ويستفهم منها الأمر.
وقف بالقرب من الباب ينتظر مرورها من هناك إلى حين إنتهاء الدوام ، وخروج جميع الأساتذة والطلاب ،
ولكن أسمهان لم تكن معهم.
إستغرب ، واعتقد أنها ربما لم تأتي هذا اليوم إلى المدرسة أو أنها قد أنهت ساعات الدوام باكرا.
وبينما هو واقف يحاول أن يلمح أي أثر لها ، إذا بيد تمتد إلى كتفه من خلفه وتضرب عليه.
فالتفت إلى الشخص الذي لمس كتفه فوجده صديقه أستاذ عباس ،
فاستغرب من هذه الصدفة فسأله قائلا : أستاذ عباس ماذا تفعل هنا؟
ضحك عباس من كلام صديقه خالد وقال : هل نسيت أن أختي فاطمة تعمل أستاذة في هذه الثانوية ،
فأنا هنا من أجل أن أوصلها للمنزل ، ولكن قل لي ما الذي جاء بك أنت إلى هنا هل هي علاقة جديدة.
إقرأ أيضا: قصة الأستاذ خالد الجزء الثالث
فقال خالد محاولا إخفاء سببه الرئيسي الذي جاء من أجله وقال :
لا ، فقد إشتقت إلى زملائي السابقين في العمل وجئت لزيارة أحدهم ،
فكما تعلم قد بدأت أضجر من الوحدة والجلوس في البيت طويلا فقلت لنفسي أن أتي إلى هنا لعلي أصادف بعض منهم.
فسأله عباس قائلا بعدما أحس أن كلام صديقه غير منطقي :
أمازلت تفكر في موضوع السحر الذي وجدناه هذا الصباح في المقبرة ،
وهل تعتقد أن الشخص الذي فعل ذلك هو واحد من أصدقاء الماضي.
لا أنكر أنني أيضا فكرت في ذلك ، وحين رأيتك تقف هنا قلت ربما جاء يبحث عن غريمه.
أحس خالد أن عباس قد عرف في ماذا كان يفكر وأنه لا جدوى من إخفاء الأمر عنه ، فقال مصارحاً :
أصبت يا صديقي ، عندي إحساس أن الشخص الذي فعل ذلك هو واحد من زملائي السابقين.
إندهش عباس من كلام صديقه خالد وقال : ومن يكون ذلك الشخص برأيك؟
سكت خالد بعض الشيء وراح يحاول أن يستجمع نفسه قبل أن يفصح عن الشخص الذي جاء للقاءه ثم قال :
زميلتي السابقة أسمهان إن كنت تذكرها ، فقد كانت هي أول علاقة لي وهي الشخص الوحيد هنا من يعرف كل شيء عني.
إستغرب عباس من كلام خالد وراح ينظر إليه مندهشا ثم قال :
هل جننت يا خالد هل جرى لعقلك شيء حتى تفكر في ذلك ، أسمهان ماتت منذ العام الماضي هي وزوجها في حادث سيارة.
يتبع ..