قصة الرجل الذي أوصى بحرق جثته
هي قصة من قصص السابقين أوحى بها الله عز وجل إلى رسوله الكريم ليبين لنا مدى رحمة الله عز وجل بعباده ،
ففي زمن من الأزمان الغابرة في غير شريعة الإسلام كان هناك رجلاً ما عمل خير قط في حياته.
وقبل وفاته جمع أبنائه كلهم ، وقال لهم : ألست أباكم؟ قالوا : نعم ، قال : إذا طلبت منكم طلب تجيبوه؟
قَالوا : نعم ، قَال : إذا أنا مت فأحرقوا جثتي ثم خذوا رمادي وانثروه في البر والبحر في يوم شديد الريح.
قالوا : لما؟ ، قال والله لإن قدر الله علي ليعذبني عذابًا شديدًا ، فأنا لم أفعل خير قط.
فلما مات صنع أولاده وأبنائه ما أمر ، فأحرقوا جثته ونثروه في البر وفي البحر والهواء ،
أمر الله عز وجل أجزاءه أن تجتمع ، فتجمعت مرة أخرى ، وأمر الله في الروح أن تنفخ ،
فعادت الروح إلى الجسد ودبت فيه الحياة من جديد ، وقام بين يدي رب العالمين ، ووقف أمام الله ،
فسأله الله عز وجل: عبدي ما حملك على ما صنعت؟
فقال : خشيتك يارب خوفي منك جعلني أصنع ما صنعت ، وعلمت أنك تعذبني فأردت ألا أبعث ،
فقد كان يجهل قدرة الله وجلاله ، فما كان من العلي القدير إلا أن قال له : عبدي لقد غفرت لك ورحمتك.
فقط غفر الله سبحانه وتعالى لهذا العبد الذي لم يفعل في حياته خيرًا قط لخوفه وخشيته الصادقة من الله ،
فرحمة الله وسعت كل شيء ، فالله أرحم على عباده من رحمة الأم بوليدها.
عن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صل الله عليه وسلم قال : أن رجلاً كان قبلكم أتاهُ الله مالاً وولداً أسرف على نفسه معاصي كثيرة ،
فلما حضره الموتُ قال لبنيه ، أيُ أبٍ كنتُ لكم ، قالوا خيرَ أب بالرغم من كثرة معاصيه ،
لكن علاقاته الاجتماعية ممتازة وإحسانهُ إلى بنيهِ عادل.
قال فإني لم أعمل خيراً قط فإذا متُ فجمعوا لي حطباً كثيرًا ثم أوروا نارًا حتى إذا أكلت لحمي وخلصت إلى عظمي ،
حتى إذا صرتُ فحماً فخذوها فاطحنوها ثم إذا كان ريحٌ عاصفٌ فأذروني فيها.
إقرأ أيضا: استشهاد الإمام الحسين رضي الله عنه
فأخذ مواثيقهم على ذلك ، وربي ففعلوا ، فقال الله : كن فإذا رجل قائم ،
ثم قال : أي عبدي ما حملك على ما فعلت؟ قال : مخافتك ، أو فرق منك ،
فما تلافاه أن رحمه الله.
وفي رواية وأذروا نصفه في البر ونصفهُ في البحر.