قصة الزير
روي أن ملكا كان يتفقد أنحاء مملكته عندما مر على قرية ووجد أهلها يشربون من الترعة مباشرة.
فأمر بوضع زير ليشربوا منه ثم مضى ليكمل باقي جولته.
أمر كبير الوزراء فورا بشرلء زير ووضعه على جانب الترعة ، ليشرب منه الناس.
وبعد أن وصل الزير إلى المكان قال أحد الموظفين : هذا الزير مال عام وعهدة حكومية ،
لذلك لابد من خفير يقوم بحراسته ، وكذلك لابد من سقا ليملأه كل يوم.
وبالطبع (ما معقول خفير واحد وسقا واحد حيشتغل طول الأسبوع)
فتم تعيين 7 خفراء و7 سقايين للعمل بنظام الورديات لحراسة وملء الزير!
ثم نهض موظف آخر وقال : (الزير هذا محتاج لحمالة وغضاء )
لذا لابد من تعيين فنيي صيانة لعمل الحمالة والغطا.
وهنا بادر موظف خبير متعمق صاحب نظرة ثاقبة وقال :
(حسنا، ومن الذي سيعمل كشوف الرواتب للموظفين )؟
لابد من إنشاء إدارة حسابية وتعيين محاسبين بها ليصرف للعمال رواتبهم.
ثم جاء بعده من يقول : (ومن الذي سوف يضمن الموظفين الذين يعملون بانتظام.
يجب أن يكون هناك مراقب ومشرف على عملهم.
فتم إنشاء إدارة لشؤون العاملين وعمل دفاتر حضور وانصراف للموظفين والعاملين.
ثم أضاف موظف كبير آخر : (حسنا، لو حصل أي تجاوزات أو منازعات بين العمال وبعضهم ، ما عو الحل)؟
أرى أنه لابد من إنشاء إدارة شؤون قانونية للتحقيق مع المخالفين والفصل بين المتنازعين.
وبعد أن تم تكوين كل هذه الإدارات جاء موظف موقر ، وقال : (من سيرأس كل هؤلاء الموظفين)؟
الأمر يتطلب انتداب موظف كبير ليدير العمل.
إقرأ أيضا: جريمة نملة!
وبعد مرور سنة ، كان الملك يمر كالعادة متفقدا أرجاء مملكته فوجد مبنى فخما وشاهقا مضاءاً بأنوارٍ كثيرة وتعلوه (لافتة كبيرة) ،
مكتوب عليها الإدارة العامة لشئون الزير!
ووجد في المبنى غرف وقاعات إجتماعات ومكاتب كثيرة.
كما وجد رجلا مهيباً أشيب الشعر يجلس على مكتب كبير وأمامه لافته تقول :
الأستاذ الدكتور الطيار الفيلسوف الذي شارك في كل المعارك والذي استشهد مرتين قبل كذا “مدير عام شـئون الزير”.
فتساءل الملك مندهشاً عن سر هذا المبنى؟
وهذه الإدارة الغريبة التي لم يسمع بها من قبل فأجابته الحاشية الملكية :
بأن كل هذا للعناية بشؤون الزير الذي أمرت به للناس في العام الماضي يا مولاي!
ذهب الملك لتفقد الزير فكانت المفاجأة أن وجده فارغا ومكسورا وبداخله ضب ميت ،
وبجانبه غفير وسقا نائمين وبجانبهم لافتة مكتوب عليها : (تبرعوا لإصلاح الزير) مع تحيات الادارة العامة لشئون الزّير!