قصة السيدة راحيل زوجة سيدنا يعقوب
قصة السيدة راحيل زوجة سيدنا يعقوب
قيل في الأثر ، أن أصل سيدنا يعقوب يعود في الأساس إلى شعب بني إسرائيل ، واسمه كاملا هو :
إسحاق بن إبراهيم عليهما السلام ، ووالدته هي السيدة رفقة بنت بتوئيل بن ناحور ، وقيل أن بن ناحور هو سيدنا إبراهيم عليه السلام.
ولد سيدنا يعقوب بأرض فلسطين ، إلا أنه كان قد قضى حياته وعاش في العراق ، وذلك هربًا من شقيقه العيصي ،
والذي كان يكن له حقدًا بالغًا ، بسبب ما ورثه سيدنا يعقوب من نبوة عن والده.
هنا خشيت والدته عليه من شقيقه ، فأمرت سيدنا يعقوب بالذهاب إلى شقيقها ، والذي يدعى لابان في العراق ،
حتى يمكث لديه بعيدًا عن بطش أخيه.
قصة راحيل وزواجها من سيدنا يعقوب
تعد السيدة راحيل ، هي الزوجة الثانية لسيدنا يعقوب ، وقيل أنها كانت سيدة جميلة الهيئة والأخلاق أيضا وتتمتع بقدر وافر منهما ،
والسيدة راحيل هي إبنة خال سيدنا يعقوب ، وكان سيدنا يعقوب عندما وصل إلى العراق إلى منزل خاله لابان.
كان قد أعجب بإبنة خاله الصغرى راحيل ، وبالفعل طلبها سيدنا يعقوب من أبيها ،
إلا أن خاله لابان قد اشترط عليه أمرا من أجل أن يوافق على تلك الزيجة ،
وهي أن يقدم سيدنا يعقوب أولا على رعاية أغنام خاله لابان لمدة سبعة أعوام ، فوافق سيدنا يعقوب على طلب خاله.
مرت السبعة أعوام ، وفى خلالها سيدنا يعقوب بما وعد ، هنا وقف خاله لابان ، على مرأى من الناس جميعًا ،
وقدم له إبنته الكبرى ليئة لكي يتزوجها ، وقد كانت ليئة هي الشقيقة الكبرى لراحيل ، وكانت على العكس من شقيقتها ،
فهي كانت تتصف بالقبح وضعف البصر.
حزن يعقوب وسأل خاله لابان ، عن سبب فعلته تلك ، فأجابه خاله بأنه من عاداتهم ، ألا تتزوج الإبنة الصغرى قبل الكبرى.
إقرأ أيضا: في يوم كان أبو هريرة جالسا بجانب المسجد
ثم طلب من يعقوب أن يرعى أغنامه ، لمدة سبعة أعوام أخرى ، فوافق سيدنا يعقوب حتى يتزوج من محبوبته ،
وبالفعل بعد انقضاء المدة ، تزوج سيدنا يعقوب من حبيبته راحيل ، ولم يكن الجمع بين الأختين قد تم تحريمه في هذا الوقت بعد.
فقد نزل التحريم في كل من التوراة والقرآن الكريم بعد ذلك ،
إلا أن سيدنا يعقوب تزوج إبنتي خاله بعدما تدينا بدين سيدنا إبرهيم عليه السلام.
أنجب سيدنا يعقوب من ليئة ، كل من شمعون ولاوى وايساخر ، ويهودا وزبلون وروبيل ،
وكان إنجاب راحيل قد تأخر بعض الشيء
في بداية زواجها من سيدنا يعقوب.
فدعت الله سبحانه أن يرزقها الذرية الصالحة ، فاستجاب الله لها ، ورزقها بابن جميل الطلعة ، يشبه السيدة سارة جدته ،
زوجة سيدنا إبراهيم ، وأسمته يوسف وكان أحب الأبناء ، إلى قلب سيدنا يعقوب.
ظلت السيدة راحيل برفقة سيدنا يعقوب ، إثني عشر عامًا ، قضتهن على أرض العراق ، ولم تكن السيدة راحيل تعبد الأصنام ،
مثلما كان يفعل من حولها ، حيث كانت عبادة الأصنام تنتشر بشدة ، في ذلك الوقت.
عقب ذلك ، أوحى الله إلى سيدنا يعقوب ، بالرحيل والعودة إلى أرض المقدس ، فحمل عائلته ومتاعه ،
وانطلق نحو قرية تدعى حيرون وهي تقع في مدينة الخليل ، حيث عاش ومكث سيدنا إبراهيم عليه السلام من قبل.
وفي هذا المكان ، أنجبت السيدة راحيل طفلها الثاني ، وأطلقت عليه اسم بنيامين ، وكان مثله مثل شقيقه في الحب ،
والقرب من قلب أبيهما سيدنا يعقوب عليه السلام.
هذا الحب الشديد من جانب سيدنا يعقوب لابنه يوسف ، أشعل الحقد والبغض في قلوبهم نحو شقيقهم ،
وهنا شعر يعقوب بكراهية أشقاء سيدنا يوسف له ، مما جعله يخش عليه منهم ،
فنصحه بألا يقص رؤياه على أشقائه حيث رأى أحد عشر كوكبًا ، يسجدون له يجاورهم الشمس والقمر.
كاد إخوة يوسف له ، وألقوه في غيابت الجب ، ليغيب عن أعين أبيه ، طيلة أربعين عامًا ،
عانى خلالها من الهم والحزن ، حتى فقد سيدنا يعقوب بصره ، من شدة بكائه على إبنه الأحب والأقرب إلى قلبه.
وكانت السيدة راحيل ، قد توفيت عندما استبد بها ألم الولادة ، وهي تضع إبنها الثاني بنيامين ،
لتُدفن في بيت لحم بفلسطين ، بينما توفي سيدنا يعقوب عن عمر ناهز 180 عامًا ليُدفن إلى جوار أبيه ،
كما أوصى إبنه سيدنا يوسف قبل وفاته.