قصة الغجرية العذراء الجزء الثاني
في اليوم التالي من الله بالشفاء على تلك المرأة فنهضت من سريرها وسارت وسط ذهول الأطباء وتعجبهم ،
فألحت حاجة تقديم العون في صدرها ، فأرسلت خادماتها وخدمها للبحث عن محتاجين لإغاثتهم.
وصلت لحدى الخادمات إلى مخيم الغجر ووجدت هبة خلف احدى الأشجار وهي تبكي بشدة ،
فسألتها عن سبب بكائها واستحلفتها أن تجيبها.
فأخبرتها هبة أن الليلة سيدخلونها إلى الخيمة الحمراء وستفقد عذريتها.
أسرعت الخادمة إلى سيدتها وأبلغتها بأن هناك غجرية مراهقة سيكرهونها على البغاء.
فوجدت تلك السيدة في ذلك فرصة لإنقاذ الفتاة الشابة من الوقوع في مهاوي الرذيلة.
فانطلقت نحو مخيم الغجر والتقت بهبة واستمعت إلى قصتها فشعرت بصدقها ومظلوميتها ، فصممت على انقاذها.
فذهبت وقابلت الزعيم وعرضت عليه شراء هبة فضحك الزعيم ولم يقبل بالعرض ،
فضاعفت السيدة عرضها فتيقن الزعيم بجدية هذه المرأة ورغبتها الملحة في شراء هبة ،
فقال إن هبة ليست للبيع أبدا لأنها مصدر ربح بالنسبة لي.
أرجوك حدد سعرك وحرر هذه الصغيرة ، وأثبت لقومك إنسانيتك ليرتفع شأنك بينهم.
أنا شأني مرفوع رغما عن الكل ، وهذه المقابلة انتهت.
خرجت السيدة حزينة من خيمة الزعيم كونها لم تستطع أن تفي بنذرها بمساعدة المحتاجين ،
فاتجهت لمنزلها فصادفت موكب للأميرة ابنة حاكم المدينة وقد جائت لزيارتها بعد أن علمت بشفائها من مرضها العضال ،
لكنها شاهدت عليها علامات الحزن فسألتها عن سبب حزنها فأخبرتها السيدة بأمر نذرها وقضية هبة.
فكرت الأميرة قليلا ثم قالت دعي أمرها علي
.
في المساء ذهبت الأميرة بموكب ضخم إلى حيث الخيمة الحمراء ولكنها كانت ترتدي ملابس الرجال وتضع تنكرا لتبدو كأنها رجل ،
ثم تقدم أحد خدم الأميرة المرموقين إلى زعيم الغجر وناوله كيسا من المال وأخبره بأن سيده يرغب بغجرية عذراء ،
إقرأ أيضا: قصة الغجرية العذراء الجزء الأخير
فحك الزعيم لحيته وقال ، أخشى أن كيسا واحدا لا يكفي.
رمى عليه الخادم كيسا آخر وقال من الأفضل أن تكون عذراء وإلا سنستعيد المال.
ډخلت الأميرة احدى الحجرات وبعد ثوان أدخلت عليها هبة وكانت ترتعد ،
فأزالت الأميرة تنكرها وأمسكت بهبة وهدأت من روعها وأخبرتها أنها أمېرة البلدة المجاورة ،
جائت من طرف السيدة الطيبة التي زارتها اليوم لتخلصها من هذا المكان.
استبدلت الأميرة ملابسها مع هبة ووضعت التنكر عليها وأمرتها أن تخرج برفقة الخادم إلى الموكب ،
فقالت هبة وماذا عنك أيتها الأميرة.
أنا سأبقى هنا حتى تبتعدي عن المكان.
اطمأني ، إنهم لن يجرئوا على إيذائي بعد أن يعلموا بهويتي.
تشكرت هبة من الأميرة وغادرت برفقة الخادم كما طلبت منها الأميرة وانضمت إلى الموكب الذي انطلق بها فورا إلى منزل السيدة التي سعدت بها وهنئتها بالسلامة.
بعد ساعتين ، إنضمت إليهما الاميرة فاكتملت الفرحة وأخبرتهم الأميرة أن موكب آخر كان بانتظارها ليقلها بعد مغادرة الموكب الأول.
وأن زعيم الغجر عندما علم بأني أميرة البلاد لم يجرؤ على مخالفتي ،
بالطبع لقد انزعج قليلا لكن بضعة أكياس أخرى من المال تكفلت باسكاته وصرف نظره عن الموضوع.
ثم غادرت الأميرة وأمضت هبة هذه
الليلة برفقة سيدة المنزل.
أوضحت هبة لتلك السيدة أنها ترغب بالعودة إلى بيتها القديم حيث أبيها ،
فوعدتها السيدة خيرا وأنها سترسل معها رجلين يرافقانها إلى حيث كانت تقطن.
في الصباح ، انطلقت هبة مع رجلان يعملان لدى السيدة على ظهر الخيول باتجاه منزلها السابق ،
بعد أن أغدقت السيدة بعبارات المديح والثناء لجميل صنعها معها.
قطع الثلاثة شوطا من الطريق حتى اقتربوا من أجمة كثيفة وفجأة ، انقض عليهم أربعة من الغجر أحدهم كان زعيم الغجر ،
وتبارزوا بالأسياف مع الرجلين حتى قتلوهما.
فارتعبت هبة وحاولت الفرار لكن الزعيم أدركها فأمسكها وقال ،
هل كنت تظنين أن دراهم الأميرة بإمكانها أن
تبعدك حقا عن الخيمة الحمراء ، لقد ولدتي لذلك العمل ويجب أن تتقبليه.
يتبع ..