قصص منوعة

قصة النبي أيوب عليه السلام

قصة النبي أيوب عليه السلام

إذا ذكر الصبر ذُكِر سيدنا أيوب عليه السلام فهناك مقولة شهيرة يقولها من يصبر على إبتلاء ، يا صبر أيوب.

فسيدنا أيوب عليه السلام رمزا للجلد والصبر وقوة التحمل ضد الصدمات والإبتلاءات.

فلا يوجد نبي ولا رسول لا يبتلى وهذا دليل على أن الله يبتلي المؤمنين ليختبر صبرهم وإيمانهم ،

فالمؤمن الحق من يثبت ويصبر ويرضى في المحن والإبتلاء.

وفي هذه القصة عبرة وعظة عظيمة وتعلمنا كيفية الصبر الجميل.

دعاء سيدنا أيوب عليه السلام

قال الله عز وجل عن سيدنا أيوب عليه السلام :

“وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ (41)

ارْكُضْ بِرِجْلِكَ ۖ هَٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ(42)

وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَىٰ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (43)

وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ ۗ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا ۚ نِّعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ “.

تذكر بعض الآراء أن سيدنا أيوب عليه السلام خلف إسحاق بن سيدنا إبراهيم عليه السلام.

وأن زوجته رحمة كانت إبنة سيدنا يوسف عليه السلام.

كان سيدنا أيوب عليه السلام من الأنبياء الصالحين الصابرين ، وكان يملك المال ،

ولديه أرض كبيرة ويساعد المساكين والفقراء ولم يتوانى عن مساعدة أي إنسان ضعيف.

الله عز وجل أغدق سيدنا أيوب عليه السلام بنعم كثيرة فقد رزقه بالصحة والأبناء والزوجة الصالحة والمال الكثير.

ولأن الله إذا أحب عبدا إبتلاه فقد إختار سبحانه وتعالى سيدنا أيوب ليبتليه في كل ما يملك.

فقد توفى أولاده جميعا وخسر أمواله وابتلى بمرض جلدي فاعتزل الناس جميعا وتدهورت صحته ،

حتى أصبح طريح الفراش لما يقارب الثمانية عشر عاما ولم يكن في جسمه شيئا صحيحا إلا لسانه وقلبه ،

1 3 4 10 1 3 4 10

فكان يذكر الله في الفجر حتى العشي ولم يمل ولم يكف يوما عن الدعاء ،

بل كان يدعو الله أن لا يصيب لسانه حتى يظل يقل لا إله إلا الله.

وأيضا لا ننسى صبر زوجة سيدنا أيوب فكانت نعم الزوجة التي تقف مع زوجها ولم تتخلى عنه ،

إقرأ أيضا: وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ

بل كانت تعمل لتعيل زوجها كما صبرت على موت أبناءها وكانت تطلب من سيدنا أيوب بأن يدعي الله أن يرفع عنه البلاء.

فيقول لها أن الله أنعم عليه بالصحة سبعون عاما فلن يدعو الله برفع البلاء إلا بعد الإبتلاء بسبعين عاما أيضا ،

فكان دائم الشكر لله عز وجل.

إشتد المرض على سيدنا أيوب وطال الإبتلاء فلم يفوت إبليس تلك الفرصة ليوسوس لسيدنا أيوب ،

فيخبره أنه لو كان نبيا حقا ما كان الله إبتلاه بكل تلك المحن ولكن الرد الرائع لسيدنا أيوب على إبليس ،

بأن الله أنعم على أيوب بنعم عظيمة ولو علم بها إبليس ستصيبه الغيرة ويحسد سيدنا أيوب عليها.

وسيدنا أيوب قال فيما بعد بأن أكثر شيء كان يحزنه أثناء مرضه هو شماتة الأعداء ألا وهو إبليس.

فهنا يظهر المعنى الحقيقي للصبر الجميل وهو ليس فقط الرضا بقضاء الله بل الإعتراف بنعم الله وشكره عليها.

وكما أن وساوس إبليس تؤلم سيدنا أيوب أيضا عمل زوجته وتعبها وشدة الفقر التي أصابتها ،

فدعا الله عز وجل على إستحياء كما أخبرنا الله سبحانه وتعالى وكتابه الكريم :

“وأيوب إذ نادى إلى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين”.

فقال الله تعالى : “فاستجبنا له وكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للذاكرين”.

فكانت زوجته تأخذ بيده ليخرج معها ليقضي حاجته إذ بالله عز وجل يخبره بوضع قدمه على الأرض فتنفجر عينين ماء ،

فيخبره الله بأن يغتسل من واحدة والأخرى يشرب منها حتى دبت به الصحة مرة أخرى بقدرة الله ومشيئته ،

وعوضه الله الأموال وأطال في عمره ورزقه بالأولاد الصالحين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?