قصص منوعة

قصة بائعة الورد

قصة بائعة الورد

كانت تبيع الورد في محل بيع الزهور ، عندما كنت أدخل المحل كنت لا أستطيع التمييز بين الورود المختلفة والمنتشرة في المحل وبينها.

كنت أحتار أيهما الأجمل هي أم الباقات المختلفة الألوان؟!

كانت تملك حسا عاليا في تنسيق الزهور ، ومعرفة أنواعها وأعمارها ومصدرها وموطنها.

كانَت لديها طقوس غريبة في قطف الأزهار ، وفي قطفها والاعتناء بها ،

ومعاملتها كالأطفال ، حتى الورد الذي كان يذبل ويموت ، كانت تقوم بلفه في ورق ملون مصقول ثم تقوم بتجميعه.

وفي آخر كل أسبوع كانت تذهبإلى البحر وترمي الورود فيه ، كانت تقول إن البحر هو مقبرة الورود.

وعندما كنت أسألها لماذا ؟!

كانت تجيبني : أنت هل تفضل أن تدفن في مكب النفايات؟

الورود مثل البشر فيها روح ، وهي تولد وتعيش وتعشق وتموت ، فلما نظلم هذا المخلوق الجميل برميه في مزبلة؟

ولما نستكثر على الوردة أن يكون لها مكان لائق تدفن فيه؟

هكذا كانت بائعة الورد ، وكنت أشعر وأنا أدخل المحل بأن الورود أيضا تبادلها نفس الحب ،

وكنت أحس بغناء ورقص وهمس الورود داخل المحل.

وعندما كانت تبيع الورود لأحد الزبائن كانت تبكي وتقول لي :

أتمنى لو لم أعمل في هذه المهنة فكل مرة أبيع فيها بوكيه ورد أحس أني أبيع جزء مني.

أتيت أسأل عنها ذات مساء ، فهالني ما رأيت! الورود ذابلة وصفراء وحزينة.

أين رائحة الورود التي كانت تملأ المكان ؟ وأين الفرحة والرقص اللذان كنت أشعر بهما وأنا أدخل المحل ؟ أيضا اختفيتا!

إقرأ أيضا: قصة عيد ميلاد المعلمة

شعرت بأن ورود المحل في حالة عصيان ، والسيدة البديلة الموجودة في المحل كانت كجزء غريب عن باقي المكان.

وعندما سألت المرأة البديلة عن السيدة التي كانت هنا واختفت فجأة ،

ابتسمت لي ابتسامة لم أفهمها ، ثم قالت : لقد كانت ذاهبة لتدفن الورود كما تفعل دائما ولا أدري كيف جرفها الماء وغرقت مع ورودها؟

1 3 4 10 1 3 4 10

جرفتها الماء أم نادتها الورود؟ الله أعلم.

ولكنها دفنت مع ورودها في المكان الأحب إلى قلبها. وللعلم حتى الآن لم يتم العثور على جثتها.

حزنت عليها حزنا شديدا ، لدرجة أني لم أعد أميز بين ألوان الورود.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?