قصة جميلة من الأدب التركي
سئل أحد الحكماء يوما :
ما الفرق بين من يتلفظ الحب وبين من يعيشه؟
قال الحكيم : سترون الآن ، ودعاهم إلى وليمة
وبدأ بالذين لم تتجاوز كلمة المحبة شفاههم ولم ينزلوها بعد إلى قلوبهم ،
وجلس إلى المائدة وهم جلسوا بعده.
ثم أحضر الحساء وسكبه لهم وأحضر لكل واحد منهم ملعقة بطول متر!
واشترط عليهم أن يحتسوه بهذه الملعقة العجيبة ،
وحاولوا جاهدين لكن لم يفلحوا فكل واحد منهم لم يقدر أن يوصل الحساء إلى فمه دون أن يسكبه على الأرض!
وقاموا جائعين في ذلك اليوم.
قال الحكيم: حسنا ، والآن أنظروا.
ودعا الذين يحملون الحب داخل قلوبهم إلى نفس المائدة فأقبلوا والنور يتلألأ على وجوههم المضيئة ،
وقدم لهم نفس الملاعق الطويلة!
فأخذ كل واحد منهم ملعقته وملأها بالحساء ثم مدها إلى الشخص الذي يقابله ، وبذلك شبعوا جميعا ، ثم حمدوا الله.
وقف الحكيم وقال :
من يفكر على مائدة الحياة أن يشبع نفسه فقط ؛ فسيبقى جائعا ، ومن يفكر أن يشبع أخاه سيشبع الإثنان معا.
فمن يعطي هو الرابح دوما لا من يأخذ.
وفي الحديث : لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه.
{ ويؤثرون علي أنفسهم ولو كان بهم خصاصه }
جعلنا الله وإياكم من المتحابين فيه.
يقول إبن القيم :
إذا تقاربت القلوب فلا يضر تباعد الأبدان
والطيبون أمثالكم كالجواهر المصونة ،
لا نراها دائما ولكن نعلم أنها محفوظة في صناديق القلوب.