قصة جوري الجزء الأول
أرسل لها يهددها إما أن تتزوجه أو تسجن في السجن
سمعت هي ذلك وبكت وارتمت بين أحضان أبيها تريد منه أن يجد لها حل ، فهي لا تريد أن تتزوجه ولا تريد أن تدخل السجن.
فأسرع إلى والده يرجوه ويطلب منه أن يقنع ابنه بأن يتخلى عن هاتين الفكرتين.
فذهب والده إليه وحاول معه أن يتركها في حالها ويسامحها على ما فعلت ، فكل ما حدث له لم تقصد هي أن تفعله.
لكنه رفض وصمم على رأيه وأرسل لها مرة ثانية يحذرها فيه أن آخر مرة سوف يرسل لها ،
وبعدها سيختار السجن لها لتجد نفسها عاجزة عن اتخاد القرار ، فالزواج منه والسجن الإثنين أسوء من بعض ، ولكن عليها الإختيار بينهم.
وبعد تفكير طويل قررت أن تختار السجن مبررة اختيارها أن السجن سيكون فترة محددة ولن تهان بداخله.
لكن عائلتها اعترضت عليها جميعا ، لأن سجنها سيلحق بهم جميعا الضرر خاصة أخواتها الذين لم يتزوجوا بعد.
ستصبح بصمة عار في حياتهم جميعا محاولين إقناعها بالزواج منه ،
فزوجها لن يسبب أى ضرر لأب أحد منهم ، ولكنها هي اعترضت فهي من ستتأثر بالزواج منه.
ستترك من كان سيصبح خطيبها بعد أيام قليلة ستترك بيتها بين يوم وليلة وستتغير حياتها ،
سترحل عن بلدها وتسافر معه إلى مدينة أخرى وبعدها ستعود إلى بيتها وهي تحمل لقب مطلقه مؤكده لهم أن زواجها منه قتل بالبطئ.
ضغطوا عليها جميعا فلم تجد أمامها سوى أن تبحث عن طريقة للوصول إلى خطيبته ،
لتخبرها بما يريد فعله معها لتعلم أنها تعمل معيدة في نفس الجامعة الذي يعمل هو معيدا فيها هو أيضا.
لتحدثها في الهاتف وتخبرها بكل شيء ، لتتفاجأ أنها تعلم القصة كاملة ، وأنه أخبرها برغبته في الزواج منها وأنها موافقة.
إقرأ أيضا: حكاية الأميرة ذهبية الشعر الجزء الأول
صدمت عندما سمعت هذا الكلام كيف توافق على زواجها منه ،
إن كان يريد الزواج فهي الأحق منها بهذا الزواج.
لتجدها تصرخ بصوت عالي بأنها لابد أن تتحمل نتيجة خطئها ، وأنها سوف تتزوج منه بعدما يطلقها.
فهو يحبها وهي تحبه أيضا ، وقصة زواجه منها لن تغير شيء فى قصة حبهما ،
أغلقت في وجهها الباب ، كانت تتأمل أنه يكون باب نجاتها منه ، لكنها وجدته مغلق من الأساس.
لتبكي بحرقة على ما يحدث معها وتفكر في أن تطلب المساعدة من الشخص الذي كان سيصبح خطيبها ليتدخل ،
حتى يوقف هذا الزواج.
إذا كان يريد الزواج منها حقا ويريد أن يحافظ عليها فليذهب إليه ويحاول إقناعه في التخلي عن فكرة هذا ،
وإن كان لا يريد الزواج منها فليفعل ذلك من أجلها هي وكأنها أخته تريد أن يساعدها ويقف بجوارها.
وافق وذهب إليه بالفعل وراح يطلب منه أن يتركها ولا يؤذيها ، فزواجه منها أكبر أذية لها.
فضحك بسخرية منه وهو يقول له سأتزوجها وعندما أطلقها تزوجها أنت ،
وإذا لم تقبل أن تتزوج مطلقة فاجعلها تقبل بالسجن وتزوجها بعدما تخرج.
ولكنها ستصبح رد سجون لن يقبل أهلك بها أمامك ثلاثة خيارات ،
إما تتزوجها مطلقة ، أو تتزوجها رد سجون أو تتركها وتبحث عن زوجة تليق بك وبأولادك في المستقبل.
عليك الإختيار ، ولكن تذكر أنك سوف تتحمل نتيجة اختيارك.
عاد إليها وأخبرها بما حدث لتجد نفسها تصرخ على والدها وتخبره أنها موافقة على الزواج منه.
ذهب والدها إليه ليخبره بأن ابنته موافقه على الزواج منه ليتفاجأ به يطلب منه أن يرسل لها لتأتي مباشرة ،
لأنه اليوم سوف يسافر إلى مدينته لأنه تأخر كثيرا عن عمله.
إقرأ أيضا: كل مساء وفي الحادية عشرة تماما تأتيني تلك الرسالة
استسلم الأب لكلامه وذهب سريعا ليخبر ابنته بأنها سوف تتزوجه اليوم وسوف تسافر معه ،
سمعت هي ذلك وفوضت أمرها لله فيما سيحدث لها وجمعت ملابسها وحملتها وذهبت مع والدها بعدما ودعت أمها وأخواتها ،
طالبة منهم الدعاء لها ليعينها على ما بليت به ووصلت إلى بيته وقلبها يرجف من الخوف.
ولكن عندما شاهدت أمه وأبيه يبتسمون لها وهم يطمئنونها اطمئنت قليلا.
كانوا يتحدثون معها وكأنهم يعرفونها منذ زمن، بالرغم أنهم لم يشاهدونها من قبل ،
رغم أنها من بلدهم ، ولكن هي أيضا لم تشاهدهم من قبل ولم تشاهد ابنهم إلا مرة واحدة في يوم الحادث.
ودخل والده وجاء به من داخل غرفته نظرت هي له نظرة لوم على ما يفعله معها ، لكن هو تجاهلها تماما وكأنها لم تكن موجودة.
ولم تمر سوى دقائق قليلة حتى أصبحت زوجته.
تزوجته وهي لا تعلم عنه شيء ، وهو أيضا لا يعلم عنها شيء كل ما تعلمه عنه أنه اسمه أحمد ،
وعنده ثلاثه وثلاثون عاما ويعمل معيد في كلية الزراعة جامعة ، وخاطب ابنة العميد الذي تعمل معه في نفس الجامعة.
لكن القدر هو من وضعها في طريقه ليحملها مسؤلية كل ما حدث لها ،
ويطلب منها أن تتحمل عواقب ما فعلته معه لتدفع ثمن ذلك بالزواج منه والسفر معه.
بعدها مباشرة طلبت منها أمه أن تدخل معها غرفته لتجمع معها ملابسه ،
وتتحدث معها عن بعض أشياء تخص ابنها لتخبرها أنه طيب جدا ويحب الناس جميعا.
ولكن من سوء حظها أنها وضعت في طريقه مقدرة لها ما ستفعله معها داعية الله لها بالأجر والثواب.
لتختم كلامها معها بأنها لن تنسى أبدا ما ستفعله مع ابنها ،
سيكون جميل معلق في رقبتها ليوم الدين ، وراحت وأخذتها في حضنها وقبلت جبينها.
إقرأ أيضا: غضب الكواسر قصة قصيرة
لم تستطيع هي أن تمالك نفسها وانفجرت في البكاء ليدخل عليها والده وهو يخبرها أنه تجهز ابنه للسفر ،
لتخرج من بلدها وكلها يأس وإحباط لما يحدث معها ، ولن تتحدث معه بكلمة واحدة ، وهو أيضا لم يتحدث معها وكأنهم غرباء.
يجلسون بجوار بعضهم وهم متزوجون شرعا ولكن كل منهم لا يعرف الآخر ،
كل منهم يتذكر حياته قبل هذه اللحظة الذي يعيشونها هي تقدم لها شاب من بلدة مجاورة لبلدتها ،
وافقت عليه وتحدد موعد خطبتهم وكانت سعيدة جدا.
لكن ظهوره في حياتها دمر كل شيء ، تركها من كان يريد أن يخطبها ليكون مصيرها مجهول معه.
أما هو فهو معيد شاطر جدا ومتفوق ويحضر رسالة ماجستير ودكتوراة ،
وخاطب ابنة العميد الذي يشرف على رسالته وكانت حياته هادئة جدا ، إلى أن ظهرت هي في حياته ودمرت كل شيء.
كل منهم يتذكر حياته الماضية ولم يفق كلاهما إلا على صوت سائق السيارة وهو يخبرهم أنهم وصلوا إلى العاصمة.
نظرت هي من حولها ، كانت تحلم وتتمنى أن تأتي إلى هنا وهي سعدة لتقضي أيام كانت تحلم بها منذ فترة طويلة.
أمسكت به وكادت أن تسير ولكنه هو طلب منها الإنتظار لتتفاجأ بعدها بفتاة تأتي إليه ،
هي وأخيها وتسلم عليه بكل شوق وحنان لتعلم بعدها أنها خطيبته.
جاءت لكي توصله بسيارتها هي وأخيها إلى شقته.
تعجبت هي من ذلك ، إن كانت تحب كل هذا الحب لما لم تتزوجه هي.
ولكنها نظرت لها فوجدتها تنظر لها نظرات اشمئزاز منها ويظهر عليها ملامح الكره الشديد لها.
لم تحدثها طوال الطريق بكلمة واحدة فكل حديثها كان معه هو وأخيها فقط ، وكأنها هي ليست موجودة ولا تشعر بوجودها.
وصلوا إلى شقته ووقفت وهي في قمة الذهول وهي تتفاجأ بدخولها معه هي وأخيها لغرفته لتبدل له ملابسه ،
بينما هي لا تجرأ على الدخول لتسمعه بعدها يصرخ عليها بصوت عالي يطلب منها المجيء أمامهم جميعا ،
ليصدمها وهو يجرحها بالكلام بأنها جاءت لتكون خادمة له لفترة لا أحد يعرف مدتها.
إقرأ أيضا: قصة جوري الجزء الثاني
كان مغلول جدا منها والحقد والكره لها يظهر على وجهه وشعرت به في حدة كلامه.
سمعت هي هذا الكلام ونظرت في الأرض ولم تستطيع الرد عليه حتى ولو بكلمة واحدة ،
لتجد نفسها تبكي بشده وتنزل دموعها بغزارة على الأرض.
لتتفاجأ به يلقي عليها وسادة كانت بجواره وهو يقول لها إنها سوف تنام في مكانها هذا على الأرض تحت قدميه لأنه هذا المكان الذي يليق بها.
يتبع ..