قصة زوجته حب العمر
قصة زوجته حب العمر
تزوج خليل منذ عدة سنوات من فتاة أحبّها وأنجب منها ستة أطفال ، كان يصرف عليهم ويلبي حاجاتهم من عمله الخاص في تجارة الأدوات المنزلية.
كان خليل يعتبر نفسه محظوظا كونه يحظى بعائلة مثالية يملؤها الحب والاستقرار ،
إلا أنّ ذلك لم يكمل بسبب إصابة زوجته بمرض نادر فتك بجسدها ، وجعلها طريحة الفراش.
فأصبح يذهب معها إلى المستشفى يومياً لتتلقى العلاج لكن الطبيب أخبره أن حالتها تزداد سوءاً يوماً بعد يوم ،
وبعد شهر من ذلك توفيت وتركت أطفالها الستة مع أبيهم وحدهم.
حزن خليل أيّما حزن على وفاة زوجته ، ودخل في حالة اكتئاب عميقة منعته من الخروج من منزله إلّا للضرورة القصوى ،
فيما لم يخرج منها إلّا على إثر زيارة أخته التي وعّته بضرورة العود لعلمه لتلبية احتياجات أطفاله الستة.
وبالفعل خرج إلى عمله ثانية دون أن يفارق حبّ زوجته ريهام مخيّلته يوما ،
وبعد سنة من وفاتها حضرت فتحية لزيارة أخيها خليل ، وبعد اطمئنانه عليه وعلى أحواله عرضت عليه الزواج من إمرأة تقوم برعايته ورعاية أبنائه الصغار.
فقال لها بانفعال شديد : أتريدين أن أتزوج بعد وفاة زوجتي!
قالت له : ولمَ لا ، إن أطفالك بحاجة إلى رعاية ، كما أنّك مشغول في عملك طوال الوقت.
وبعد إلحاح منها استمر لساعات وافق على ذلك مُشترطاً عليها إيجاد فتاة ترعى أطفاله بشكل جيد.
ثم بدأت أخته بالبحث عن زوجة مناسبة ، وبعد بحث استمر لأسابيع تعرفت على ليلى ،
وهي إمرأة مُطلقة تركها زوجها السابق لعدم إنجابها للأطفال ، وعندما أخبرته أخته عنها ذهب لرؤيتها والتعرف عليها ،
وأثناء جلوسهما مع بعضهما البعض شعر أنها مناسبة له ، وسترعى أطفاله بشكل جيد ، فعرض عليها الزواج ووافقت هي على ذلك.
إقرأ أيضا: جورجيت اسطورة مدينة بورتسودان
منذ بداية زواجهما تعرّفت ليلى على أطفال زوجها حيث كانت حنونة جداً معهم ، وبعد فترة أصبحت تعاملهم معاملة الأم لأولادها ،
كما أنّهم أصبحوا يحبونها جداً ولا يستطيعون الاستغناء عنها ، أمّا خليل فقد كان مرتاحاً جداً معها ،
وشعر أن الله قد عوّضه عن فقدانه زوجته ريهام بها ، واستمر حالهما هكذا إلى بعد سنة من زواجهما ،
إذ تعرّض خليل لحادث سير أودى بحياته تاركاً خلفه أطفاله وزوجته الجديدة التي حزنت عليه حزنا شديدا.
وبعد انقضاء العزاء طلب منها والدها أن تعود إلى منزلهم كونها أصبحت أرملة الآن ،
إلّا أنّها رفضت ذلك معربة عن رغبتها في تربية أولاد زوجها في منزله وفاء له.
عملت ليلى في متجر زوجها للأدوات المنزلية علّها تؤمّن لقمة العيش لأولاده ، فيما كانت تعود إلى المنزل وتهتم بشؤونهم ،
واستمرت على ذلك لعدة سنوات حتى أنّها قامت بمساعدتهم في إكمال تعليمهم في الجامعات وتزويجهم ،
إلى أن بقي عندها الإبن الأصغر الذي يدعى رامي ، والتي لطالما حاولت إقناعه بالزواج هو الآخر ،
لكنّه كان شديد الرفض لتعلّقه بها ، وعدم رغبته بتركها.
بعد إلحاح منها بدأت تبحث له عن زوجة تناسبه ، فتعرّفت على منال تلك الفتاة الصغيرة الرقيقة ،
التي عرفت أنها ستناسب رامي كزوجة.
فأخبرته عنها وبعد إقناعه وافق على الزواج منها ، حيث عاشوا ثلاثتهم سوياً في منزل واحد.
وفي أثناء تلك الفترة كان رامي يعامل زوجة أبيه ليلى كوالدته ، ويهتم بها كثيراً ممّا جعل زوجته تغار من ذلك ،
حيث أصبحت تقوم بإثارة المشاكل بشكل دائم ، وتخبره أنّ زوجة أبيه تؤذيها بشكل مستمر أثناء فترة خروجه إلى العمل ،
إلّا أنّه لم يكن يصدقها كونه يعرف زوجة أبيه جيداً.
إقرأ أيضا: قصة يرويها ستيف هارفي حدثت له شخصيا
في أحد الأيام بحث رامي عن ساعته فلم يجدها ، فيما أخبرته زوجته منال أنّها شاهدت في يد معتصم ابن أخي ليلى ساعة مثل ساعته تماما ،
ولما سألته عن مصدرها أجابها بأنّها هدية من عمّته ، وعندما سمع رامي ذلك غضب كثيراً ثمّ خرج غاضباً من زوجته إلى عمله.
وفي اليوم التالي جاء إلى زوجته وأخبرها بأنه أضاع مبلغاً كبير من المال ، وأنّه بدأ يشكّ بزوجة أبيه فعلا ،
فيما كان قد وضعه متعمّداً في مكان تراه فيه منال.
هنا ارتسمت ابتسامة خبيثة على وجه منال ، وقامت بأخذ النقود خلسة وأخفتها تحت وسادة ليلى دون علم أحد منهما ،
وطلبت من زوجها أن يقوم بتفتيش غرفتها ليس إلّا ليقطع الشك باليقين.
فوافق رامي ثمّ اتجه إلى غرفتها وزوجته خلفه تلحق به ، والشماتة بادية على وجهها ،
وبدأ بالبحث عن النقود ليتفاجأ بوجودها تحت وسادتها.
وعندها قالت له زوجته بابتسامة لعينة : ألم أخبرك بأنّها سارقة.
أدار رامي وجهه نحو زوجته وصفعها على وجهها مطالباً إيّاها بان تكفّ عن افترائها وتزويرها ،
وأن تحترم زوجة أبيه التي هي في مقام أمّه وقال لها : أتريدين منّي أن أصدّق أن إمرأة مثل زوجة أبي ضحّت بشبابها ،
وما تملكه من مال في سبيل تربيتنا وقضاء حاجاتنا ستسرق مالي؟!
يا لك من شريرة بلهاء كشفَ شرّها غباؤها الذي تحيك به المكائد للناس ،
وهذه الكاميرات التي وزّعتها في البيت شاهدة على خبثك ومكرك ، فاذهبي أنت طالق يا إمرأة.
وحضن زوجة أبيه الباكية المتوسّلة إليه بألّا يطلّقها رغم ما فعلته ، لكنّه لم يرضَ.