إسلام

قصة سيدنا موسى عليه السلام مع الفتاتين

قصة سيدنا موسى عليه السلام مع الفتاتين

بعدما وقعت حادثة قتل موسى للرجل القبطي خرج من مصر متوجهاً إلى مدين ، قال تعالى :

{وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَآءَ السَّبِيل}.

يقول موسى عليه السلام وهو متوجه ناحية مدين لعل الله أن يرشدني إلى الطريق السوي الأقوم الذي يوصلني إلى مقصدي وغايتي ،

فخرج خائفاً بغير زاد ولا مركب ، وكان بين مصر ومدين مسيرةُ ثمانية أيام ، ولم يكن له علمٌ بالطريق سوى حسن ظنه بربه.

فاستجاب الله دعوته ، إذ بعث إليه ملكاً فأرشده إلى الطريق.

وبدأت معالم «مدين» تلوح له من بعيد شيئاً فشيئا ،

ولما اقترب عرف بسرعة أنّهم أصحاب أغنام وأنعام يجتمعون حول الآبار ليسقوا أنعامهم وأغنامهم.

وفيما كان يستريح في ظل شجرة ، وقد أخذ منه التعب مأخذه سمع ضجيجاً ، ورأى مشهداً حرّك فيه حسّ الشهامة والمروءة ،

شاهد جمعاً من الرجال الأشدّاء يزدحمون حول الماء ، يسقون أغنامهم ، ولا يفسحون المجال لأحد ،

وكانت هناك امرأتان تجلسان في زاوية بعيدة عنهم ، وعليهما آثار العفّة والشرف وكانتا تمنعان أغنامهما من الورود.

فتوجّه موسى إليهما وسألهما بكل أدب : (ما خطبكما)؟

فأجابتا : (لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير). أي : لا يمكننا أن نسقي حتى يصرف الرعاة مواشيَهم عن الماء.

فتأثر موسى عليه السلام عند سماعه حديثهما بشدة ، فتقدم وأخذ الدلو وألقاها في البئر رغم تعبه ومسيره الطويل ،

ورغم جوعه وغربته وهروبه من أعدائه.

إقرأ أيضا: ملحد كان سببا في اكتشاف معجزة الأذان

تقول بعض الروايات أنه رفع لأجلهما حجراً عن بئر كان لا يقدر على رفع ذلك الحجر إلا عشرة رجال.

ثم بعد أن سقى للفتاتين وانصرافتا ، عاد هو إلى مكانه في ظل الشجرة يدعو : (ربّ إنّي لما أنزلت إلىّ من خير فقير).

حين رجوع الفتاتين قصتا على أبيهما قصة الشاب الشهم الذي ساعدهما بلا مقابل ، فبعث إحدى ابنتيه لتستدعيه ،

فجاءت تخطو بخطوات ملؤها الحياء والعفة ، {فجاءته إحداهما تمشي على استحياء ، قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا).

ولما وصل موسى عند والد البنتين ، وخلال الحوار الذي دار بينهما عرف ذلك الرجل الصالح قصة موسى وما الذي أوصله إلى مدين.

1 3 4 10 1 3 4 10

قال تعالى {فلما جاءه وقصَّ عليه القصص قال لا تخفْ نجوتَ من القومِ الظالمين}.

ولما رأت إبنة الرجل الصالح قوة موسى وأمانته اقترحت على أبيها أن يستأجره :

{قالت يا أبت استأجره إنّ خير من استأجرت القويُّ الأمين).

وافق الرجل الصالح على اقتراح ابنته ، وتوجه إلى موسى :

{قال إنّي أريد أن أُنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني ثماني حجج فإن أتممت عشراً فمن عندك وما أريد أن أشقّ عليك ستجدني إن شاء الله من الصالحين}.

وبهذه البساطة التي تعبر عن الإيمان والتواضع والقناعة ، أصبح موسى عليه السلام صِهراً لذلك الرجل الصالح ،

وحظيت ابنته بالزواج من رجل سيكون بعد ذلك نبيا مُرسلا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?