قصة شداد بن عاد
قصة شداد بن عاد
شداد بن عاد هو شداد بن عاد بن ملطاط بن جشم بن عبد شمس ، بن وائل بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب ابن قحطان وقد كان ملكا وامرءا حازما.
وقيل عنه إنه تزوج ألف إمرأة ، وكان له أربعة آلاف ولد ، وعاش ألف عام.
شداد بن عاد وبناء الجنة في زمن من الأزمنة الغابرة إستبد المُستبدون حتى باتت الأرض تحوي ملوكا طغاة ما مرّت على أي حقبة من حِقَبِ التاريخ الإنساني ،
وقد كان أولئك الملوك يتحدون الله جل وعلا ،
حتى أن شداد بن عاد إدعى الألوهية وتحدى الله في بناء جنة في الأرض ، وكان ملكًا جبارًا.
وصف الجنة التي بناها شداد بن عاد
كان شداد بن عاد محبا لقراءة الكتب ، وكان كلما قرأ عن الجنة دعاه ذلك إلى بناء مثلها ،
ومما دعاه إلى ذلك أيضًا تجبره ورغبته بمضاهاة خلق الله ، فقام ببناء مدينة إِرَم ،
التي ذكرها الله تعالى في قوله : (إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ).
وقد ذكرت الروايات التاريخية ، بأن شداد وظف لبناء هذه المدينة 100 قائد ، مع كل واحد منهم 1000 عامل ،
واختار أفضل أرض في المنطقة لبناء المدينة عليها ، وكان قد بنى فيها قصورًا من الذهب والفضة ،
وجعل فيها أساطين من الزبرجد والياقوت ، وأصنافًا من الأنهار والأشجار.
وذُكر في أوصافها :
(أن أساسها من الجزع اليماني ، وقد بنيت بالذهب والفضة ، وأجروا مياهها في قنوات الذهب والفضة ،
وأقاموا في بنائها ثلاث مئة سنة ، فلمَّا كمل بناؤها كتبوا إليه : قد كملت فما ترى؟
فكتب إليهم : ابنوا عليها حصنا ، وابنوا حول الحصين ألف قصر يكون في كل قصر وزير من وزرائي).
عاقبة شداد بن عاد وقومه
بعد أن أنهى العاملون على الجنة إعدادها ، كتبوا إليه أنهم قد إنتهوا من إعدادها ، فاستعدَّ شداد بن عاد للذهاب إلى الجنة لدخولها ،
وذكرت الروايات التاريخية أنه قد مكث يتجهز للإنتقال إلى هذه الجنة عشرة سنين.
إقرأ أيضا: قصة زوجة أيوب الصابرة
ولما إقترب من جنته بما يقارب مسيرة يوم وليلة واحدة ، أهلكه الله تعالى ،
وأرسل عليه وعلى من معه صيحة من السماء فهلكوا جميعًا ، وفيهم يقول الله في محكم آياته :
(فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ۖ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ*
فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَىٰ ۖ وَهُمْ لَا يُنصَرُونَ ).
سكن قوم عاد ما بين حضرموت وعُمان بمنطقة تُسمى الأحقاف ، قال تعالى :
(وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ)
المصادر :
البداية والنهاية /لابن كثير .
مرآة الزمان في تواريخ الأعيان / سبط ابن الجوزي .