قصّة الرجل العفيف أبو بكر المسكي من أروع القصص في العفة والخوف من الله
قيلَ لأبي بكر المسكي ، وكان شابًا وسيمًا حسن الأخلاق إنَّا نشم (منك) رائحة المسك مع الدوام ، فما سببه؟!
فقال المسكي : والله لي سنين عديدة لم أمس المسك ،
ولكن سبب ذلك أنَّ إمرأة حسناء احتالت علي حتى أدخلتني دارها ،
وأغلقت دوني الأبواب ، وراودتني عن نفسي ، وهدَّدتني إذا رفضت ستتهمني بالسرقة!
فتحيّرت في أمري ، وضاقت بي الحيل!
فقلتُ لها : هل لي أن أتطهَّر وأغتسل حتى أكون لائقًا بك؟!
فأمَرَت بجارية لها تمضي بي إلى الحمام! ولمَّا دخلت الحمام أخذت “العذرة” (الغائط) ،
ودهنت بها جميع جسدي ، ثم خرجت إليها وأنا على تلك الحالة!
فما إن رأتني المرأة حتى دُهِشَت وتقزَّزت وأصابتها حالة من القرف والهلع ، ثم أمَرَت بإخراجي من دارها بسرعة!
فمضيت إلى بيتي وكان كلُّ من يراني ويشم رائحتي في الطريق يسخر منّي ،
فوصلت بيتي واغتسلت ونمت فلمَّا كانت تلك الليلة سمعتُ في المنام قائل يقول لي :
“يا أبا بكر ، أفعلتَ فعلتكَ لرضانا؟ فلنُرضينّك إلى يوم لقانا”
فأصبحتُ والمسك يفوح منِّي ، واستمرَّت تلك الرائحة لا تنقطع عني أبدًا.
لقّبه الناس بـ (المسكيّ) ، إلى أن توفّاه الله وكانت رائحة المسك أيضا تفوح منه وقت غسله.
المصدر
كتاب المواعظ والمجالس للعلامة ابن الجوزي رحمه الله.