قيل لمعروف الكرخي كيف اصطلحت مع ربك؟
فقال : بقبولي موعظة إبن السماك رحمه الله ،
قيل له وكيف ؟
قال : كنت مارا بالكوفة ، فدخلت مسجداً أبتغي صلاة العصر ، وبعد الصلاة وجدت رجلا يعظ الناس ، فقلت في نفسي لأجلس وأستمع.
وكانت عليه علامات الهيبة والوقار فكان مما قال :
من كان مع الله تارة وتارة ، كان الله معه تارة وتارة ، ومن أعرض عن الله ، أعرض الله عنه.
ومن أقبل على الله بكليته ، أقبل الله سبحانه بكامل رحمته عليه.
فأدهشني كلامه ووقع في قلبي ، وقلت إن مكنني ربي لأفوزن بأعلاها ،
فأقبلت على ربي بكليتي ، فأقبل ربي علي بواسع رحمته وعطائه.
مَن نقَلَه الله مِن ذلِّ المعاصي إلى عزِّ التّقوى
فقد أغناه بلا مال وأعزّه بلا عشيرة وآنسه بلا أنيس.
اللهم اجعلني و إياكم وأهلنا جميعا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
واجعلنا من المقربين الصالحين المقبلين عليك بقلوبنا وجميع جوارحنا يا رب العالمين.
النعم ثلاث: نعمة حاصلة يعلم بها العبد ، ونعمة منتظرة يرجوها ، ونعمة هو فيها لا يشعر بها.