كان العرب في الجاهلية يحتكمون إذا اختلفوا إلى رجل يقال له : عامر بن الظرب العدواني ،
مشرك على جاهليته.
جاءه مرة وفد من إحدى القبائل فقالوا له : يا عامر وجد بيننا شخص له آلتان آلة للذكر وآلة للأنثى ،
ونريد أن نورثه ، فهل نحكم له على أنه أنثى أو نحكم له على أنه ذكر؟
فمكث هذا الرجل المشرك أربعين يوما لا يدري ما يصنع بهم.
وكانت له جارية ترعى له الغنم يقال لها : سخيلة.
فقالت له في اليوم الأربعين : يا عامر قد أكل الضيوف غنمك ، ولم يبق لك إلا اليسير أخبرني.
فقال لها مالك : إنصرفي لرعي الغنم.
فأصرّت عليه ، فلما أصرّت عليه الجارية أخبرها بالسؤال ، وقال لها :
ما نزل بي مثلها نازلة.
فقالت الجارية : يا عامر أين أنت؟ إتبع المال المَبَاَل!
أي إن كان هذا الشخص يبول من آلة الذكر فاحكم عليه على أنه ذكر ،
وإن كان يبول من آلة الأنثى فاحكم عليه على أنّه أنثى.
فقال لها فرّجْتِهَا عنّي يا سُخَيْلَة ، فأخبر الناس!
إبن كثير /البداية والنهاية (٢ /222).
قال الإمام الأوزاعي رحمه الله معقبا على هذه القصة :
هذا رجل مشرك لا يرجو جنة ولا يخاف نارا ، ولا يعبد الله ويتوقف في مسألة أربعين يوما حتى يفتي فيها ،
فكيف بمن يرجو الجنة ويخاف النار كيف ينبغي له أن يتحرى إذا صدر للإفتاء وإذا سئل أمرا عن الله جل وعلا.