كان النبي صل الله عليه وسلم يحرص على توضيح أمور الدين

كان النبي صل الله عليه وسلم يحرص على توضيح أمور الدين والدنيا للمسلمين ،

وقد أمر صل الله عليه وسلم الناس أن يلزموا السمع والطاعة لولاة أمورهم ؛

لِمَا في الخروج عليهم مِن المفاسد الكبيرة ، وحذر صل الله عليه وسلم مِن شَقِّ عصا الطاعة ومُفارَقةِ الجماعة ،

أو إلحاقِ الضرر بالمسلمين.

وفي هذا الحديث يبين النبي صل الله عليه وسلم أن خيار أئمة المسلمين وولاة الأمور ،

سواء كان الإمامَ الكبيرَ في البلد ، وهو السُّلطانُ الأعلى ،

أو كان مَن دونه ، هم الَّذِينَ عَدَلوا في الحُكم ،

فتَنعَقِد بيْنهم وبيْن المحْكُومين مَودَّةٌ ومحبة ، «وتُصلُّون عليهم ويُصَلُّون عليكم» ،

والصلاة هنا بمعنى الدعاء ، أي : تدعون لهم ويدعون لكم ،

ثمّ ذكر النبي صل الله عليه وسلم أن شرارَ الأئمَّةِ والوُلاةِ هُم الَّذين يُبغِضُهم الناس ويَكرَهونَهم ،

وهم أيضا يُبغِضُون النَّاسَ ويَكرَهونَهم ، ويَلْعَنُهم النَّاسُ وهُم أيضًا يَلْعَنونَ النَّاسَ ،

ويَدْعُو عليهم الناس ، ويَدْعُون على الناس ؛ فالبُغضُ واللَّعنُ مُتبادَلٌ بيْن الحُكَّامِ والمحْكومينَ.

فسَألَ الصَّحابةُ رَضيَ الله عنهم رسول الله صل الله عليه وسلم : أفَلا نُنابِذُهم عندَ ذلكَ؟

أي : نُفارِقُهم مُخالَفةً وعَداوةً لهم ، ونُجاهِرُهم ونَتصدَّى لهم بالسَّيفِ والحرْبِ ،

فنَهاهم النبي صل اللهُ عليه وسلم عن مُنابَذَتِهم ،

وهو طَرْحُ عَهْدِهم ومُحارَبَتِهم ، «ما أقاموا الصلاةَ» ،

إقرأ أيضا: اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ

أي : مُدَّةَ إقامَتِهِمُ الصَّلاةَ ؛ لأنَّها عَلامةُ إجتِماع الكلمةِ في الأُمَّةِ ، ثمَّ كرَّرَ النَّبيُّ صل اللهُ عليه وسلَّمَ قولَه :

«لا، ما أقامُوا الصَّلاةَ» للتَّأكيدِ ، ثمَّ أمَرَ النَّبيُّ صل اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه إذا وَلِيَ أمْرَ المسْلِمين وَال ،

فرَأى أحدُهم الحاكمَ ووَليَّ الأمرِ يَأتي شيئًا مِن مَعْصِيةِ الله ، فَلْيَكْرَهِ الفعلَ الَّذي يَفعَلُه الحاكمُ العاصي ،

ولْيُنْكِرْه إنِ استَطاع بلِسانِه ، فإنْ لم يَستَطِعْ فبِقَلْبِه ، «ولا يَنْزِعَنَّ يدًا مِن طاعةٍ» بخَلعِ الحاكمِ والخُروجِ عليه ،

وهذا حثٌّ على إنكارِ المنكَرِ على وُلاةِ الأمورِ ، إلَّا أنَّ ذلكَ لا يُبِيحُ نزع الطَّاعةِ الواجبةِ لهم ، بل يجِب الصبر عليهم.

وفي الحديثِ : تَعظيمُ شأنِ الصَّلاةِ.
وفيه : النَّهيُ عن الخروجِ على الأُمراءِ ما أقاموا الصلاةَ.

وفيه : الأمر بطاعة الأمراء وولاة الأمور على كلّ حاله فيما يُرضِي اللهَ عزّ وجل.

فيه : الأمرُ بِمُلازَمَةِ الجماعة.
وفيه: بيان خيار الحُكَّامِ مِن شِرارِهم.

Exit mobile version