كان في أحد الأحياء منزلين متجاورين ، في أحدهم عاشت عائلة تعيسة للغاية ، إعتادَ الزَّوجان على الشجار والجِدال طول الوقت!
وبالمقابل كان يعيش في المنزِل الآخر عائلة سعيدة للغاية ، السلام والهدوء يعمّ أرجاء بيتهم.
في إحدى الأيّام إستغربت الزوجة! كيفَ لهذين الزّوجين أن ينعما دائماً بالهدوء والسّكينة دون أن يصدر منهم يوماً ضجيج أو خلاف!
فذهبت وأخبرت زوجها ، وقالت لهُ “إذهب وتأكد هل جيراننا في منزلهم أم لا ، وما سرّ الهدوء الذين ينعمانِ به!
تسللّ الرجل واقتربَ من نافذة منزلِ جيرانهِم المطلّة على الشّارع ، واسترقَ النّظر!
لاحظَ بأنَّ المرأة في المطبخ ، والرّجل جالس على الأريكة يتصفّحُ الجريدة ، والأطفال يشاهدُونَ التلفاز.
فجأة ، رنَّ الهاتف ، فقامَ الرّجل ليجيب ، فإذا بهِ يسقطُ المزهريّة وانكسرت!
فنزلَ على رُكبتيه وبدأَ يجمعُ الحُطام المتناثر على الأرض ، وما هيَ إلا ثواني ولحقت بهِ زوجتهُ لتساعدهُ.
إعتذرَ منها وقال لها : أنا آسف يا حبيتي ، لم أنتبه لها!
ردّت زوجتهُ وقالت له : لا عليك يا عزيزي ، أنا هي المذنبة لأنني نسيت إرجاعها لمكانها الأصلي بعدما قمت بتنظيف المنزل!
إلتقطوا آخر القطع ، وكلّ منهُ عادَ إلى مكانهِ.
بعدها قام جارهم بالإنسحاب ببطئ وعادَ إلى منزلهِ ، وجدَ زوجتهُ تنتظرهُ عندَ الباب متلهّف لما جاء به من أخبار!
الزوجة : “أخبرني ماذا رأيت”!
رد زوجها كانَ في غايةِ الرّوعة ، قال لها : “الأمر في غايةِ البساطة ، سرُّ سعادتهما يَكمُن في أنّ كليهما (مُذنبْ)!
وسرّ تعاستنا أنّهُ كلانا على (حق)!
إقرأ أيضا: يقول أحدهم أعمل كمدرب سباحة للأطفال
هذا هو سر السّعادة “الأخلاق عموماً ” ،
علينا أن نتعلم ثقافة الإعتذار والمُشاركة في تحّملِ المسؤولية ،
لنتنازل أحياناً ونتخلى على الكبرياء ولو مؤقتاً ، من أجلِ سلامنَا النَّفسي.
هذه الوصفة لا تنطبق على الأسرة فقط ، بلْ في حياتنا عموماً ، في ” العمل ، الشّارع، السّوق. ”