كان للكعبة المشرفة على عهد سيدنا إبراهيم الخليل بابان
كان للكعبة المشرفة على عهد سيدنا إبراهيم الخليل بابان أحدهما هو الباب الموجود حاليا ،
أما الباب الآخر فكان مقابلا له.
وكان كلاهما ملتصقان بالأرض ؛ فكان الناس يدخلون من الباب الأول ويخرجون من الباب الثاني ،
وكانت الكعبة أوسع من الشكل الموجود به حاليا.
حيث كانت جدرانها تشمل حجر إسماعيل عليه السلام ” الحطيم ” وعندما أرادت قريش إعادة بناء الكعبة في حياة الرسول قبل البعثة ،
إشترط القرشيون على أنفسهم أن يبنوها بالمال الحلال فقط ، وذلك إحتراما منهم لبيت الله.
فلم يبنوا الكعبة بأي مال به شبهة حرام ، لذلك لم تكف أموالهم الحلال تلك لإعادة بناء الكعبة بالإتساع الذي كانت عليه ،
فبنوها بشكل أصغر حيث أخرجو حجر إسماعيل منها ” الحطيم “، وسدوا أحد أبوابها ورفعوا الباب الآخر لكي يدخلوا من يريدون ويخرجوا من يريدون ،
ولما فتح الرسول صل الله عليه وسلم مكة أخبر أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنه يود لو أنه يعيد بناء الكعبة على الشكل الذي كانت عليه زمن إبراهيم ،
ولكن الرسول لم يفعل ذلك لأن قريشا كانت حديثة عهد بالإسلام ،
فقد كان الرسول صل الله عليه وسلم يخشى أن يظن بعض القرشيين والعرب أنه يريد هدم الكعبة أو ما شابه.
لذلك ترك تلك المصلحة خوفا من المفسدة التي قد تنتج منها ، فلم يقم بذلك.
ولكن عندما حكم عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما مكة قام بإعادة بناء الكعبة على الشكل الأصلي ،
فضم الحجر الحطيم للبناء وأنزل الباب وأعاد فتح الباب القديم من جديد ،
ولكن عندما دخل الحجاج بن يوسف الثقفي مكة بعث للخليفة الأموي عبد الملك بن مروان يسأله فيما فعله ابن الزبير ،
ولم يكن الحجاج أو عبد الملك قد سمعا بحديث عائشة رضي الله عنها ،
إقرأ أيضا: تم تصنيف هذه القصة من أفضل 5 قصص في العالم
فأمره عبد الملك بإعادة البناء للشكل الذي كان عليه في زمن الرسول صل الله عليه وسلم ،
فقام الحجاج بذلك ،
وأخرج الحجر ، ورفع أحد الأبواب وسد الباب الآخر ، ولكن الخليفة عبد الملك بن مروان بعد ذلك وصله حديث عائشة ،
فتمنى لو أنه أبقى البناء على النحو الذي قام به ابن الزبير.
وبعد إنتقال الحكم من الأمويين إلى العباسيين أراد الخليفة العباسي المهدي إعادة بناء الكعبة على نحو ما قام به ابن الزبير ،
ولكن الإمام مالك بن أنس نصحه بترك البناء على ما هو عليه ،
وأخبر الإمام مالك الخليفة المهدي أنه يخشى أن يختلف الناس بعد ذلك فيصبح بناء وإعادة بناء بيت الله لعبة بين الناس ،
فتضيع هيبته عند المسلمين ، فنزل المهدي على نصيحة الإمام مالك ،
وما زال البناء على هذا النحو منذ ذلك الزمان ، وما زال الباب مسدودا على تلك الحالة.
البداية والنهاية / ابن كثير – خلافة ابن الزبير.