كان هناك ثلاثة أصدقاء الأول غني والثاني والثالث فقراء ، فقرر الغني أن يكون إفطارهم كل يوم في بيت واحد منهم.
كان اليوم الأول من نصيب الغني فأخبر الخدم أن ينظفوا البيت وأوصى الطباخ أن يهيء لهم أفخم وأطيب الأكلات ،
وفعلا تم مايريد وحضر أصدقاؤه وأكلوا ما لذ وطاب.
جاء اليوم الثاني وكان من نصيب الصديق الثاني ، فأخبر والدته وطلب منها أن تهيئ له من الطعام ما لا يقل عن صديقه الغني فقالت له:
من أين نأتي بأرقى الطعام ونحن لا نملك نقود ، فصرخ بوجهها وقال لها:
دبري حالك لا أريد أن أكون أقل منه وأظهر بمظهر الفقير أمامه ،
فذهبت واستدانت من جارتها ، وقامت بشراء أطيب الفواكه وطبخت أطيب الطعام وتمت الدعوه بسلام.
وفي اليوم الثالث كان من نصيب الشخص الثالث أخبر والدته بالأمر فغضبت من تصرفه قائلة:
عليك أن لا تحضر دعوتهما من البداية حتى لا تضطر لهذا الموقف المحرج فمن أين سنأتي بالطعام والشراب الذي يليق بهما ،
إعتذر منها وقبل رأسها و قال: لقد أحرجت يا أمي والله ولم أستطع أن أرفض فقد وضعت أمام الأمر الواقع ،
وصدقيني لم أود أن أكون بموقف كهذا ولكن ما باليد حيله ، حضري ما نأكل كل يوم وسيأكلون مما هو موجود ،
هذا حالي ولا أخجل منه ، آتيا ولم يكن في سفرة الإفطار سوى صحن فيه تمر وكاسات لبن وماء وبعض الخبز وبيض مسلوق ،
حان وقت آذان المغرب أكملوا صلاتهم ودخلوا للغرفة وإذا بهما يتفاجآن بما هو موجود في السفرة ،
جاء الصديق الثاني وهو الفقير ونظر إلى الطعام وقال:
إقرأ أيضا: حرب الأرانب في أستراليا
أهذا هو احترامك لنا ؟ لو كنا نعلم ستكون دعوتك لنا هكذا ما كنا أتينا ،
في هذه الأثناء تقدم الغني إلى السفرة وشكر صاحب الدعوة وبدأ يأكل قائلا:
أتصدق أنني لم أذق طعم البيض منذ سنوات كم هو لذيذ وبدأ يأكل بشراهة ،
تعجب الثاني من كلام الغني وانزعج وقال: سأذهب إلى أقرب مطعم حتى أفطر فطعامك هذا لا يفي بالغرض ،
خرج وبقيا وحدهما أكلا وبعد أن انتهيا من الطعام سأل صاحب البيت صديقه الغني عن سبب بقائه ولم لم يفعل كما فعل صديقهما ،
فقال الغني: يا أخي المال والطعام لا يحدد قيمة الشخص فهذه الأمور وقتية وسيأتي يوم ربما ستكون أغنى مني ،
بالمناسبة أنا تعمدت أن يكون إفطارنا كل يوم في بيت وأنا أعلم بحالتكما المادية ،
ولكنني أردت أن أختبر وجهيكما الأخر ، وأود أن أشكرك جدا على عزومتك الذي كان صديقنا
ففي هذا اليوم عرفت وجهه الحقيقي وعرفت أنه لا يستحق الصداقة.
فكما شاهدته بأم عينك أحرجك أمامي و تخلى عنك وباع الصداقة بطعام لا يعجبه ،
رغم أن وضعك ووضعه متساويان لكنه لبس ثوب التكبر ليوهمني أنه غني ،
ولا يعلم أن والده وإخوته يعملون في مصنع يعود لوالدي أما أنت فإنك شخص واقعي يعيش حياته واضحة ،
بدون أي تصنع أمام الجميع لم تخجل كونك أقل مني وهذا ما أعجبني فيك جدا ،
لذلك قررت أن تكون شريكي في مشروعي الجديد ، كنت حائر من أختار منكما وموقف اليوم خدمني جدا.
العبرة
لا تخجل من حياتك مهما كانت ، ولا تتصنع وكن على طبيعتك ،
وليكن لك وجه واحد جميل في كل الحالات والظروف من يحبك سيتقرب منك ومن لا يريدك على حقيقتك فليكن بعيدا عنك المهم أن تكون راضٍ عن نفسك وحياتك.