كان هناك رجل يغضب على الدوام لأتفه الأسباب ، سواءا كان خارج المنزل أو داخله.
وبكل مرة يغضب بها خارج المنزل مع أي أحد كان ينتهي به المطاف بمشاجرة مع الشخص الذي أغضبه ،
إما تتطور إلى عراك بالأيدي أو شتائم.
أما عندما كان يغضب داخل المنزل ويشتم زوجته كانت تصمت بدون أن ترد بكلمة ، ولو هم لضربها كانت تتوسل له قائلة :
أعلم أن قلبك لن يطاوعك أن تؤذي حبيبتك التي تعشقك وتتنفسك ،
ولو اضطرَّت أن تُقَدِّم روحها في سبيل إنقاذك من الأذى لن تتردد لبرهة.
تمالك نفسه كثيرا كيلا يضربها ، إلى أن طبخت ذات مرة طعامه المفضل لكن كان ينقصه ملح ،
ومن فرط غضبه وعلى الرغم من رجائها وتوسلها له ، لكنه ضربها مما جعلها ترحل لمنزل أهلها وهي تبكي قائلة :
أنا أحبك كثيرا ، حالما تهدأ تعال وخذني.
جلس طوال اليوم يعض أصابعه ندما على ما فعل ، مما جعله يشتري منزلا فخما بأرقى مناطق المدينة ويهديه لها كإعتذار عما فعل ، وهو يقول :
اعذريني لم أستطع تمالك نفسي ، ولم أعي ما فعلت.
فعادت معه والسعادة تغمر قلبها.
لكن غضبه لم يتوقف وعاود ضربها على أتفه الأسباب على الرغم من رجائها وتوسلها له ،
مما جعله يهديها تارة قطعة من الألماس ، وتارة قطعة من الذهب ، وتارة يضع مبلغاً مالياً في رصيدها بالمصرف ،
وهو يقول في قرارة نفسه :
طالما أنها تحبني ، فلا ضرر من ضربها ثم إهدائها أي شيء ولو غلا ثمنه من باب الإعتذار ،
فأنا لا أستطيع تمالك نفسي إن غضبت.
إقرأ أيضا: الإختيار
إلى أن أصبح في رصيدها بالمصرف مبلغا ماليا يسمح لها بالعيش برفاهية طيلة حياتها ، إلى جانب خزنة من المجوهرات ،
فقامت باستفزازه ذات مرة ، فضربها دون وعي ، مما جعلها ترفع ضده دعوى بمحاولة الق*تل أرفقتها بدعوى طلاق ،
وبعد تقرير من الطبيب الشرعي ، وشهادة أهلها والجيران بأنه كان يُعنّ*فها طيلة سنين زواجهما ،
حكمت المحكمة لها بتعويض ونفقة تعادل نصف ثروته ،
مما جعله يصاب بصدمة نفسية كبيرة ويصبح شخصا عاقلا هادئا حتى لو قام أحد بإيذائه وإهانته ، يرد قائلاً : سامحك الله ، ويمضي.