كان هناك زوج يعاني من عقدة أنا الرجل وكلامي هو الصحيح الذي سَيُنَفَّذ ، وكان يعارض زوجته بكل كلمة تقولها ،
حتى لو قالت إن الطقس حار ، وكانوا في شهر آب ، قال لها لا تبالغي إن الطقس جميل.
لحين جاء يوم وعاد من العمل مرهقاً ، والصُفرة تكسو وجهه ، فقد بدت عليه أعراض المرض ، فقالت له :
يبدو عليك النشاط رغم ساعات العمل الطويلة.
فرد بصوت كاد أن يسمع : لا ، أنا متعب كثيرا.
فقالت بابتسامةٍ صفراء ، وكأنها تأخذ ثأرها منه :
لا تبالغ ، فالحمرة تكسو وجهك ، وكأنك عدت بالعمر عشر سنوات إلى الوراء ،
وبما أنك بهذه الحيوية ، دعنا نخرج لتناول الغداء فقد شعرتُ بالخمول ولم أطهو شيئاً.
ارتسمت البسمة على وجهه بعد أن تغزلت بجماله ، ولأول مرة نفَّذَ كلامها وذهبا إلى المطعم ،
وعندما عادا إلى المنزل شعر بأنَّ رجولته قد اهتزت بعد أن مشى كلامها عليه ،
وقرر أن يزيد من معارضته لكلامها أكثر فأكثر ، لكنه لم يكن على دراية بأنَّ زوجته كانت تخطط أن تستغل طبعه لصالحها.
فقالت ذات مرة : إن شاشة التلفاز ، جميلة رغب بهتان ألوانها ، ولا يجب أن نغيرها قبل عشر سنوات.
فرد قائلا : إنّ ألوانها أوشكت أن تتحول إلى الأبيض والأسود ، ومن فترة وأنا أفكر بشراء شاشة أخرى.
وفي اليوم التالي ، أحضر شاشة جديدة لطالما حلمَتْ باقتنائها ، وتتالت لبقية أثاث المنزل والثياب ومن ثم البيت ،
وعاشت سعيدة وهو يظن أن كل ما يريده هو ، ينفذه.