كان هناك صديقان يرسمان على سطح عمارة عالية جدا وعندما إنتهى أحدهم من لوحته أخذ بالرجوع للوراء ليتمعن في رسمته فأعجبته جدا.
وأخذ يواصل في الرجوع أكثر للوراء ،
وتعجبه أكثر كلما يرجع أكثر إلى أن وصل إلى حافة سطح العمارة بدون أن يشعر!
فلما رآه صديقه خاف أن ينبهه بصوت عال ، لأنه إحتمل أن يربكه النداء فيسقط من أعلى العمارة ،
فما كان منه إلا أن أخذ علبة الألوان وسكبها على لوحة صاحبه الجميلة مشوها ملامحها ،
عندها ركض صاحب اللوحة باتجاه لوحته وهو في حالة غضب شديد من تصرف صاحبه ، وصرخ فيه :
لماذا فعلت هكذا؟
فأجابه : لو بقيت معجبا برسمتك أكثر لكنت وقعت ومت!
العبرة من القصة
أحيانا نرى أشياء جميلة بحياتنا نحبها ،
ونتعلق بها ولا نتصور حياتنا بدونها ،
ومن شدة إعجابنا بها وبدون أن نشعر ترجعنا للخلف ، ولا نكاد ننتبه أنها سبب تأخرنا.
قد نتوجع من أشياء مضت وقد نبكي بحرقة على أقدار لم تكتب لنا ،
ولكن بعد فترة مؤكد أننا سوف نكتشف العبرة وندرك السبب ،
وعندها سنحمد الله تعالى كثيرا على فقد تلك الأشياء التي إستمرارها يعد خسارة لنا.