كتب مؤرخو الحملة الفرنسية على مصر قصة حدثت لهم في معسكرهم في قرية صغيرة تابعة لمحافظة بني سويف.
وبدأت أحداث القصة عندما تمركز الجنرال الفرنسي ديزيه في هذه القرية ، ولفت نظره إختفاء كمية من الأسلحة من المعسكر!
ثم تكرر الأمر في الليلة التالية ، ولهذا تم تشديد الحراسة والمراقبة في المعسكر!
وخلال المراقبة رَصد الفرنسيون صبيا صغيرا عمره 12 عاما فقط يتسلل إلى المعسكر في الليل ،
ويجمع ما يستطيع حمله من البنادق ليقدمها للمقاومة الشعبية!
فطارده جندي فرنسي حتى أصابه في ذراعه وأسره!
إستدعى الجنرال ديزيه الصبي ، وسأله : لمَ تسرق أسلحة الجيش الفرنسي؟
قال الصبير: لأنها أسلحة أعدائي وأعداء بلادي.
فقال الجنرال : من حرّضك على هذه الجريمة؟
رد الصبي: ألهمني الله أن أفعل ما فعلت.
قال الجنرال : هل تعرف أن عقوبتك هي الشنق؟
فقال الصبي : هذا رأسي فاقطعه.
عندها أراد الجنرال أن يختبر شجاعة الصبي فأمر بإعدامه ،
ولكن العجيب أن الصبي لم يبكِ ولم يصرخ ولم يطلب العفو ، بل رفع رأسه إلى السماء وتمتم ببعض آيات من القرآن الكريم!
أُعجب الجنرال بموقف الصبي وصلابته ، فاستبدل حكم الإعدام بالجلد 30 جلدة تحملها الصبي في صبر وجلادة!
بعد إنتهاء حكم الجلد قال له الجنرال :
يا بني ، سأكتب في تقريري اليوم أنني قابلتُ أشجع ولد في الصعيد ، بل أشجع ولد في العالم كله.
وقال المؤرخ الفرنسي فيفيان دينون الذي كان شاهدا للواقعة : لقد عرضت على الصبي أن أتبناه وأن أكفل له مستقبلاً سعيدا.
ولكن الصبي رد عليه ، قائلا : ستندم على تربيتي ، لأنني سأقتلك وأقتل معك من أستطيع من أعداء وطني!
المصادر:
المؤرخ “فيفيان دينون في كتابه رحلة الوجه البحري ومصر العليا أثناء حرب الجنرال بونابرت.
الجنرال بليار في مذكراته.