كرم الفعل المضارع مع ضيوفه

كرم الفعل المضارع مع ضيوفه

بينما كان الفعل المضارع جالسا في منزله وحيدًا (مرفوع الهامة) فإذا بالبابِ طارقٌ.

قالَ : مَنْ؟
قال : أنْ.

قال : ومنَ معَكَ؟
قالتْ : أخواتي(لن ، كي ، لام التعليل ، حتى ، فاء السببية ، أو)

قالَ : تفضلْنَ بالدخولِ.

قالتْ : ندخلُ بشرطِ أنْ تغيرَ حركة الّرفعِ الموجودةِ على آخرِكَ وتجعلَها منصوبة.

ولأنَّ الفعلَ المضارعَ معربٌ وحرٌّ ، فبإمكانِهِ أنْ يغيرَ الحركةَ فرَحَّبَ بهنَّ ونفَّذَ رغباتهنَّ وأصبحَ منصوباً.

وبينما هوَ كذلِكَ يعيشُ حالةَ النصبِ إذْ أتاهُ ضيفٌ جديدٌ فطرقَ البابَ قالَ : مَنْ بِالبابِ؟

قال : لَمْ.
قالَ : ومن مَعَكَ؟

قالَتْ : أخواتِي (لمّا ، لام الأمر ، لا الناهية ، وأدوات الشرط الجازمة).

قالَ : هيَّا تفضلْنَ بالدخولِ.

قالتْ : لا ندخلُ وعندَكَ ضيوفٌ يعملونَ النصبَ ويضعونَهُ في آخرك ،

فخجلَ الضيوفُ وأحسوا أنَّ مهمتِهِم انتهت بعدَ أنْ سجلوا علامةَ دخولٍ يمكنهُم تكرارُها فيما بعد ، وانصرفوا.

ثمَّ طلبَتْ أدواتُ الجزمِ مطلبًا آخرَ يدلُ على هويتِها ، قالت : نريدُ أنْ نضعَ على بابِ بيتِكَ علامةً تدلُ على الجزمِ حتى تتميزَ الزيارة ،

ويعرفَ نوعُ الاجتماعِ

فما كانَ مِنْ الفعلِ المضارعِ إلا أن استجابَ لرغبةِ الحروفِ الجازمة.

وباعتبارِ أنَّ اليومَ صيفيٌّ فالزوارُ كثرٌ ويتسعُ الوقتُ لذلك ،

فإذا بصديقتين تدنوان من بابِ الفعل المضارع وتطرقانِ الباب ، قال : من الطارق؟

قال : نونُ النسوة.
قال : ومن معكِ؟

قالت : نونُ التوكيدِ الثقيلةُ والخفيفة.

قال : تفضلا ، وأنْتُما ما طَلَبُكُمَا؟

قالتْ : أيُّها الفعل المضارع أنتَ مضيافٌ ولا تردُ أحدًا خائبًا.
قال : هيّا ما خطبكما؟

قالت : نحنُ لا ندخلُ إلى بيتِك حتى تلغي كلَّ العلاماتِ الإعرابيةِ وترضى (بالبناء).

قال : إنْ كانَ البناءُ جميلاً أرضَ بهِ.

قالت نون النسوة : أمَّا بنائي فهوَ على السكون.

ثمَّ تقدمت نونُ التوكيدِ وقالت : أمّا أنا فبنائي على الفتح.

إقرأ أيضا: لا صحبة كصحبة القرآن!

وبالتالي أيّها الفعل ستكون مبنيًا في حالتين (إذا تعلَّقت نون النسوة بكَ فتبنى على السكون ،

وإذا تعلقتْ نونُ التوكيدِ بكَ فتبنى على الفتحِ ) ،

واعلمْ أنَّنا لنْ نسبقكَ في الكلامِ ، ولكنْ نتصلُ بكَ.

ومِنْ ثمَّ تغادِرُ الحروفُ الجازمةٌ محققةً طلبها.

هذهِ قصةُ كَرَمِ الفِعْلُ المضارعُ معَ ضيوفِهِ ، الذينَ لمْ يبخلوا عليهِ في طلباتهِمْ ، خحوهُوَ لَمْ يرفضْهَا بِحُكْمِ كَرَمِهِ.

Exit mobile version