كل الأحداث التي تمر بها في حياتك هي مزيج من إرتداد ونتائج لأفعالك ،
فكل ما تفعله في حياتك حرفيا من أقوال وأعمال وأفكار ومشاعر ، يرتد لك في صورة إنعكاس وإختبار صعب ،
يجعلك تتألم ، وهذا الألم ليس إلا تنبيه لك وإنذار أن هناك خلل نفسي في ذاتك.
عليك أن تتخلص منه وعليك أن تعود لإصلاح نفسك ، لأن إصلاح نفسك هو الإختبار الأهم في رحلة الحياة الدنيا.
وتتفق على ذلك جميع النظريات الكونية ،
لذلك عندما نقضي طوال حياتنا باحثين عن اللغز والراحة في الخارج ،
فتكون النتيجة ضياع العمر في عبث ، لأن كل الإجابات والرسائل بداخلك.
وكلما تتعمق داخليا وتكتشف متاهات النفس وتفهمها بوعي ، يصبح علاجها غاية في السهولة ،
وتتلاشى الأحداث المؤلمة وتختفي وتتغير الحياة.
والحقيقة أن الحياة لم تتغير فهي كما هي ،
ولكن أنت أصبحت ترى الصورة بألوانها الطبيعية ،
بعد إرتفاع قدرات عقلك تدريجيا وتخطيها نسبة 10% وهذه النسبة الطاغية للوعي الجمعي.
وما نفعله دائما عند كل حدث مؤلم لنا أو إختبار صعب ،
هو أننا ندخل في صدمة ونُهرول بعشوائية في كل أنحاء الحياة ، لمحاولة نسيان ما يحدث أو محاولة إصلاحه.
وينقضي العمر في ألم ومعاناة ، لأننا لم ولن نجد الحلول التي نبحث عنها في أرجاء الحياة ،
لأن المطلوب تغييره هو أنت ، لأن الحياة بالكامل وما فيها خُلقت من أجلك وليس العكس ، فأنت المحور الرئيسي.
فكيف يبحث المحور الرئيسي عن حلول داخل ما خلق من أجله ، فأيهما أعلم وأوعى ولديه الإدراك المُطلق؟!
ودورك ورسالتك في إيقاف الإبتلائات والإختبارات والألم ، يكمن في مدى إصلاحك لنفسك الداخلية وليس الخارجية ،
أفكارك ومشاعرك وكينونتك ، فكل الظاهر ليس إلا كمين من الإيجو لإظهارك بمظهر جيد.
اللغز بالداخل العميق الذي لا يراه إلا خالقك وذاتك الحقيقية.
إقرأ أيضا: أحب مشاهد الزفاف
عندما تتعرى أمام نفسك بكل حيادية وصدق
وتستطيع إصلاح أساس كينونتك التي سخر لها الكون ،
وقتها تختفي الأحداث بشكل شبه نهائي ،
ويبدأ الكون فعلا في التحرك من أجلك بأمر خالقه وخالقك.
والجميل والعادل في الأمر أنك طوال هذه الرحلة تتذوق التجليات ،
وبداية تحرك الأحداث من أجلك لكن بصورة بطيئة ، لطمئنتك أنك على الطريق الصحيح.
ومع كل خطوه تخطوها تجاه إصلاح نفسك ورقي تصرفاتك ، وإيقاظ ضميرك البشري وتحسين جودة أفكارك من سلبي لإيجابي ،
والتوقف عن أي أذى أو ظلم سواء للغير أو ظلمك لنفسك.
تختفي التجارب المؤلمة والصراعات والفقر ، وتصبح حياتك مُستقرة وهادئة وسعيدة ،
ولديك تعطُش للمزيد من التغير والتجليات.
ورسالتي لك لإيقاف ألآمك وإبتلائاتك هي الهدوء وضبط النفس ، والبدء فورا في التخلص من كل ما هو سلبي ومضر ،
وبداية نسخة جديدة منك مليئة بالإصرار والحماس والمرونة.