كل مساء وفي الحادية عشرة تماما تأتيني تلك الرسالة

كل مساء وفي الحادية عشرة تماما تأتيني تلك الرسالة على هاتفي ، إنه رقم غريب

رسالة ، تسقيني خجلا ، تتكون من كلمة واحدة ليست إلا أحبك.

أقرأها فتتسارع نبضات قلبي خوفاً فخجلاً وتحمر وجنتاي سعادةً فخجلا ،
أدمنتُ تلك الرسالة.

إنني لا أمل منها ، بل في نهاية يومي في كل ليلة تزورني ،

وكأنها تأخد كاهل أحزاني ومتاعبي التي مررتُ بها في ذات اليوم.

أحبكِ ، وكأنها جعلتني أغدو إمرأة قوية فمتفائلة.

حتى الجميع وأقرب الناس إلي قد لفتتهم شخصيتي الجديدة ،

إلا أنني لم أخبر أحدهم بسر رسالتي المجهولة.

لم أرد لأحدهم أن يسرق سعادتي تلك ، بتخميناتهم العشوائية عن مصدرها.

لم أتجرأ يوماً أن أرد برسالة لمرسلها ، أخافُ أن أرتكب خطأ فأحرم من سعادة تسقيني بها كلمة واحدة أحبكِ.

أشهرٍ مرت وأنا أستقبلها ، وجاء يوماً لم تصلني ، لقد كنت في قلق شديد وخوف زارني من البعيد.

مشاعر سلبية احتوتني ، فخفت من غزوها لروحِي مرةً أخرى.

أحتاجُ للرسالةِ المجهولة أحبك ، ماذا عساي أفعل لا أستطيع النوم أو التفكير.

أشعر بالتعب يحتويني حتى أن تنفسي ليس طبيعياً.

إنها الثالثةُ فجرا ، لم يمكنني النوم ، فقررت أن أبعت برسالة ، ماذا أكتب!

وبعد طول تفكير ، تم إرسال الرسالة ، كان محتواها : ألم تعد تحبني؟

جاء الصباح ، ذهبت إلى العمل بحالةٍ يرثى لها ملامحٌ سلبية وحزن وتعب يكسيني ، خيل إليهم أنه قد أصابني المرض.

تساءلت ما بيني وبين نفسي كيف لكلمة أن تدهور من حالي هكذا؟!

الحاديةَ عشرة ليلا : أحبكِ أحبكِ.

إقرأ أيضا: قصة صديقتي الخائنة

قفزتُ فرحاً وتراقصت عيناي فرحا ، حتى أنه بعث بكلمتان وكأنها تعويضا.

ليتني أعلم عن مصدرها ، زاد الفضول في أعماق فبعثت برسالةٍ. من أنت؟

أنا من أحبك. احمررتُ خجلا.
وماذا أيضاً؟

ليس هناك أيضاً بل هناك عشقاً وأشواقاً لكِ.
هل لي أن أراك؟
يسرني رؤيتكِ كذلك.

حسناً غداً الخامسة عصراً في مقهى كافيين.
حسناً أراكِ هناك ، أحبك.

لقد كانت تلك أجمل محادثة أجريتها مع أحدهم ، كنتُ متحمسةٌ للقاءهِ كمراهقةُ في بداية ملتقى حبها.

وفي اليوم التالي كنت محتارة في اختيار ماقد أرتديه ، وبدأت بتصفيف شعري بطريقةٍ جميلة ، متوترةٌ بالتأكيد.

مقهى كافين : برائحةِ القهوة الجميلة وسكون المكان الهادئ كانت نبضات قلبي تتسارعُ.

متساءلةٌ لم كل هذا التأخير اتفقنا على الخامسة!

فجأة صوت حادت سيارةٍ قوي لقد اهتز قلبي خوفاً حتى أن أدمعي كادت أن تسيل.

ركضت أنظر ما حدث كان حادت مروري شنيع.

شاب في الثلاثين من عمره قد صدمتهُ تلك السيارة وحطمتهُ إلى أشلاءٍ سألت أحدهم ، ماذا حدث.

لقد كان يقطع الشارع متوجهاً نحو المقهى ناظراً إلى هاتفهِ يبدو أنه أراد أن يبعث برسالة ، آآه.

مسكين.

تسمرت في مكاني متراجعةٌ إلى الخلف والصدمةُ تحتويني ، إنه إنه بالتأكيد إنه ،
هو ، لا.

لا يمكن لذلك أن يحدث أردت أن ألتقيه وأسقيهِ حبا.

لقد أحببتهُ من كلمةٍ مخلصةٍ أحببت روحهُ دون شكلهِ ،

لا كيف لك الرحيل قبل اللقاء ، شعرت بأنني سأسقطُ أرضا.

أمسك بي أحدهم لقد كان راوي الحادث ،
نظر إلي بعينين لامعتين وبكتفيه الضخمتين الممتلئتين وبعضلاته المفتولة كان يمسك بي بشوقٍ ولهفة.

قائلا : أحبك.

Exit mobile version