كل يوم أمشي من طريق مظلم
كل يوم أمشي من طريق مظلم بجانب الزراعة بجوار مجرى مائي ، وفي يوم وجدت شابا يجلس وحيدا فألقيت عليه السلام ،
فأجاب بحزن ، صراحة قلت في نفسي لعله يواجه مشكلة ما أو ينوي على إلقاء نفسه في المجرى المائي.
إقتربت منه وسألته لماذا يجلس هنا فحكى لي قصته وأنه يحب الجلوس بمفرده ،
وكان يراني كل يوم وأنا ماشي من الطريق ولكنه لم يظهر نفسه حتى لا أخاف من المشي هنا ،
ولكن هذه المرة أحس أنه يريد الحديث مع أحد فأظهر نفسه لي.
جلست معه فترة وتعرفت عليه ومن يومها وأنا عائد من عملي بالليل أجده في نفس المكان ،
فأجلس معه ونتسامر حتى أصبحنا أصدقاء وعلمت أن منزلهم في القرية المجاورة لقريتنا ،
وفي يوم عدت من العمل فلم أجده في مكانه فتفقدته ولكني لم أجده ناديت بأعلى صوتي يا عيسى ولكن لا مجيب.
إعتقدت أنه أصابه مكروه ففكرت في الذهاب لمنزله في قريته المجاورة التي لا تبعد كثيرا لأسأل عنه ،
أخذت أسأل عن منزل والده والكل يتعجب بدهشة من سؤالي ،
وكنا قد أوشكنا على منتصف الليل وعلى حظي إنقطعت الكهرباء أثناء دخولي على منزل والد عيسى.
وصلت فخبطت فخرج لي رجل كبير السن يحمل شمعة سألني من أنت؟ فعرفته بنفسي وسألته عن إبنه عيسى؟
فتغيرت ملامحه ، وقال لي كيف عرفت عيسى؟ فأجبته بما حدث منذ فترة وصداقتنا وتسامرنا ليلا على حافة النهر ،
فقال لي : يا ولدي إن إبني عيسى مات غريقا في ذلك النهر منذ خمس سنوات.
خفت وجريت والجو مظلم فخبطت في شخص ما ، فاعتذرت وأنا خائف وتلعثمت في الكلام.
فرد قائلا : لا عليك ولكن لماذا تجرى في الظلام فحكيت له ما حدث من عم نعمان والد عيسى وكلامه فقال الرجل :
عم نعمان كيف؟! لقد مات منذ أربع سنوات في منزله ولم نكتشف جثته حتى تحللت.