كنت متزوج وكنت أعاني من عدم رضى زوجتي

كنت متزوج وكنت أعاني من عدم رضى زوجتي وسخطها الدائم علي وسذاجتي في ذلك الوقت كانت ترغمني أن أحاول إرضائها بكل ما أوتيت من قوة وقدرة.

وكنت أخرج أسير في الشوارع حتى أبقى أكثر وقت ممكن خارج الجحيم ، أقصد بيتي.

كنت لا أزال عريسا جديدا لم ألبث بضعة شهور في بيت العدل إلا أنني بدأت أدمن التدخين ،

من هول ما أجد في المنزل من الصراخ وتفاصيل لا أستطيع ذكرها لخصوصيتها
حتى الشهر الثامن من زواجي.

وبينما تسوقني قدماي بعيدا عن المنزل أهيم في شوارع مدينتي وقد غلبني النعاس وهممت بالعودة إلى المنزل ،

تفقدت جيبي لأتأكد من أنني أحمل ما يكفي من النقود للعودة بتكسي يوصلني بأسرع وقت كيلا يهرب النعاس من جفني ،

غير أنني كنت قد نسيت محفظتي في المنزل.

ولحسن حظي أنني وجدت بعض الفكة في جيب بنطالي تكفي لأن أركب الحافلة التي تمر من أمام بيتي.

أوقفت أحد الباصات وصعدت على متنه وجلست في كرسي مفرد بجانبي شاب يرتدي بدلة.

كم أمقت إرتداء البدلات في المواصلات العامة ، وبجانبه يبدو أنها خطيبته فقد كان يرتدي ذبلة فضية في يده اليمنى ،

وهي كذلك ترتدي الذبلة الذهبية مع المرافق في يدها اليمنى.

ما لفت نظري أنها كانت ترمقه بعيون لامعة
كان هو يراقب الطريق أمامه بطمأنينة بينما كنت أسأل نفسي ؛

كيف لعريس جديد أن يتخذ المواصلات العامة مع خطيبته الفاتنة التي ما انفكت ترمقه بنظرات ،

يستطيع قراءة فحواها القاصي والداني والتي لا تدل إلا على قدر كبير من الحب.

لربما لم يكن يملك ثمن سيارة يتنقل بها هو وخطيبته الحسناء تلك الراضية تمام الرضى ،

بأن تجلس في المواصلات العامة مع من أحب قلبها.

إقرأ أيضا: يحكى أن إمرأة رأت أن الحياة مع زوجها وصلت إلى طريق مسدود

طاش برأسي حينها سؤال ؛ لمَ لا أرى هذه النظرة في عيون زوجتي وقد ابتعت لها سيارة خاصة لها تقلها حيثما أرادت؟

بينما هذه الحسناء راضية كل الرضى وفي عينيها كل الحب بكرسي في المواصلات العامة.

حينها أدركت بأنني ورغم توفير كامل الإحتياجات الأساسية والكمالية لزوجتي ،

إلا أنها مصابة بمرض ( عدم رضى مزمن ) أو لربما سمعت بنصيحة إحدى ( خرابات البيوت ).

بأن على المرأة جعل الرجل يشعر بالتقصير الدائم ليبقى في دوامة الشعور بالنقص أمام بيته ،

حينها ستضمن أن لا ينظر لأخرى.

مر الوقت طويلا حتى وصلت البيت وجدت زوجتي وقد إرتدت ثياب إمرأة قد تجاوزت العقدين على الأقل من زواجها ،

ليست ملابس عروس لم تتجاوز السنة في بيت زوجها ناهيك عن وجهها العابس.

حتى أنها لم تلتفت إلي.

وقفت على باب الغرفة أنتظر منها أن تعيرني ولو شيئا من إهتمامها ،

غير أن حبات البوشار التي كانت في يدها كانت أولى بالإهتمام مني.

عندها أدركت بأنني قد أسأت الإختيار وأنني كرجل أمنت لزوجتي كل سبل الرفاهية ،

ولا أجد في المقابل إلا الجحود ، عليّ أن أضع حدا للخسارة.

فالتوقف عن الخسارة هي بحد ذاتها مربح ،
نظرت إليها فوجدتها قد إختلجت عيناها على أحد مناظر الفراق في المسلسل التركي
قاطعتها مناديا :

إيمان
لكنها لا ترد
بصوت أعلى
إيمان
لا ترد.

حسنا كما تشائين.

سحبت سلك التلفاز فنظرت إلي بوجه متجهم بنظرات لا تقل عن نظرات قط بري مستعد للإنقضاض ،

وقبل أن تتفوه بكلمة قلت لها : أنت طالق!

لن أذكر المزيد من التفاصيل
غير أنها أمضت كامل عدة ما بعد الطلاق ( ثلاثة شهور ) وهي تتوسل إلي أن أرجعها إلى عصمتي وبيتي.

غير أنه قد جاء دوري لأعبر عن عدم رضاي عن كل التنازلات التي قدمتها مقابل العودة.

أيها النساء لا يغركم صبر الرجال ،
وحذار من القشة التي قد تقسم ظهر البعير.

Exit mobile version