سؤال وجواب

كيف أتعامل مع من يستغلوني؟

كيف أتعامل مع من يستغلوني؟

قبل الإجابة على هذا السؤال الهام الذي يشتكي منه الكثير ، يجب أن نوضح حدود الطيبة وفي نفس الوقت نحذر من الإستغلاليين.

الطيبة واللين والمسامحة من الأخلاق ، وهي رمز الصلاح ودلالة على صفاء القلب وصدق النية.

وهي نور يتلألأ يشع وضاءة على وجه صاحبها ، مما يجعل الناس يكنون له كل الإحترام.

لكن المشكلة ، أنه لا يضع حدا لمشاعره الطيبة
ولا يعرف أن طبائع الناس مختلفة ، فينقلب عليه الأمر وبالا.

لذلك احذر الإستغلاليين مصاصي الطيبة والثقة :

فهناك أصناف من الناس يستغلون طيبة البعض وحسن نيتهم إستغلال بشعا ،

فيوقعونك في المشاكل والأزمات دون أن تدري.

فيطعن في عرضك وشرفك ، وتؤكل حقوقك ، ويؤخذ مالك ، وقد يلحق بك الأذى في نفسك وحريتك.

قال الإمام علي رضي الله عنه : إذا وضع الإحسان في الكريم أثمر خيرا ، وإذا وضع في اللئيم أثمر شرا.

وللأسف ، في عصرنا اليوم أصبح الشخص الطيب المسامح الكريم غالبا ما يوصف بالسذاجة والبلاهة ،

حيث انقلبت الموازين وأصبح تفكير الناس مقلوبا ، فالمعروف منكرا ، والمنكر معروفا.

ولكن ما الحل؟

الوقاية والعلاج

نبدأ بالوقاية :

أولا : عن طريق الدعاء دائما أن يبعد الله عنك شر كل الأشرار.

ثانيا : الواجب على الشخص الفاضل ، أن يتمسك بمكارم الأخلاق حتى وإن تغيرت الموازين عند الناس ،

حتى وإن فسدت أخلاقهم ، فالحق أحق أن يتبع ، ولكن ليتجنب غدرهم وأن يكون حذرا في التعامل معهم ،

فعليه أن يكون ذكيا ، وأن يتعرف على طبائع الأشخاص ، ويميز بين الطيب والخبيث ،

فيعامل كل منهما بما يناسبه ، الأول بإحسان وكرم وثقة ، والثاني بكل اجتناب وحذر.

1 3 4 10 1 3 4 10

إقرأ أيضا: لقد كسرت الفرع الذي كان يقف عليه!

قال الفاروق : لست بالخب ولا الخب يخدعني.

العلاج :

اتخد قرار التغير ، لكي تتغلب على الإستغلاليين عليك أن :

تتخلى عن سعيك الدائم لأن تقدم دائما صورة جميلة عن نفسك أمام الآخرين.

نجد أن ضحايا الإستغلال في معظمهم يحاولون أن يقدموا صورة إيجابية ويظهروا لطفاء أمام الاخرين.

وفي بعض الأحيان أصبح الحفاظ على المظاهر أمرا أساسيا بالنسبة لهم.

فنجد سيدات كثيرات مثلا يعملن جاهدات لكي يحافطن علي صورتهن الإجتماعية كأم صالحة ، وزوجة رائعة لكن هذا يجب أن يتغير.

وعليك أن تنتبه إلى احتياجاتك الشخصية ، ولا تضغط على نفسك ،

وتسمح للبعض باستغلال لطفك لمجرد أن يقول عنك الآخرون أنك لطيف.

كن مستعدا لأن تخذل الآخر وأن ترفض طلباته ،

فالكثير من الأشخاص الذين يتعرضون للإستغلال يواجهون صعوبات في قطع علاقته مع أحد ،

ويفعلون كل ما في وسعهم لكي يبقوا على علاقة طيبة مع الكل.

أما الشخص الذي يستغل الآخرين فإنه يعرف مسبقا رغبة هؤلاء في أن يظهروا بمظهر اللطفاء فيستغل هذه النقطة لصالحة.

انتبه سوف يحاول من يستغلك أن يعبر لك عن مدى ألمه وتأثره ، لأنك خذلته وابتعدت عنه أو لأنك رفضت أحد طلباته.

لكن كن قوي ولا تتأثر بدموعه وإن استطعت أن تكون صارم معه وتفقده كل أمل في إمكانية استغلالك من جديد ،

فإن ذلك سيكون رائعا حتى لا يأتي إليك مرة أخرى ويزعجك.

إقرأ أيضا: كل شخص في هذه الدنيا يفقد شيئا يحبه في حياته

افهم نفسك ، يجب ألا تختلط عليك الأمور ، لا تخلط بين الأنانية والطيبة واحترامك لذاتك ،

لأنك إذا كنت تخضع للإستغلال فهذا يعني أنك تعطي احتياجات الآخرين أولوية.

وهذا لا يعني أنك أناني بل فكر في أن هذا هو ما سيجعلك حيوي ونشيط وبالتالي سعيد ومفيد لمن حولك.

تخلى عن رغبتك في أن ترضي الآخرين ، وتخلى أيضا عن خوفك من أن يهجرك الآخرون ويتركوك وحيد.

كن قويا ، قوة الشخصية والثقة بالنفس هما أهم عاملين في تخلصك من الإستغلال والمستغلين ،

لهذا سيكون عليك أن تقلل من عاطفتك الزائدة وتستخدم عقلك.

مثلا هل اعتدت عند تأخر زوجك في العودة إلى البيت أن تفكري في أسوأ الإحتمالات؟

إذا كان الجواب : نعم ، فإنك تستبقين الأمور بطريقة عاطفية وخاطئة ،

إذ يجب أن تعلمي أنه عندما تلفت منك مشاعرك ، وتشعرين بالقلق فإن استغلالك يصبح أسهل من أي الوقت.

لكنك إن كنت إمراة عاقلة ومتزنة فإنك ستتصلين بزوجك لكي تطمئني عليه ،

وستستغلين هذا الوقت الذي يتأخر فيه عن البيت لكي تقومي بأشياء أخرى مفيدة لك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?