كَما تُدين تُدان
كان موظف من موظفي المطار ذاهبا إلى عمله وبينما هو يقود سيارته إلى المطار ومعه صاحب القصة ،
رأى جرو كلب رابض على حافة الطريق ، فما أن رأى ذلك الجرو الضعيف حتى أمال سيارته قليلا نحو الجرو ،
ليظهر براعته في القيادة وليطأ بسيارته يديه فقط دون سائر جسده.
وفعلا وطئت عجلات السيارة يدي ذلك الجرو الصغير مما أدى إلى بترهما تحت عجلات السيارة ،
ثم تجاوزنا الجرو وقد خلفناه وراءنا يعوي من شدة الألم ،
فما كان من صاحب السيارة إلا أن رفع صوته بقهقهة عالية ثم أكمل مسيره إلى عمله ، يقول صاحبه الذي كان يرافقه :
وأقسم بالله أنه في الأسبوع التالي تعطلت بصاحبي سيارته في المكان الذي قطع فيه يدي ذلك الجرو بسبب عطل في الإطار ،
فنزلنا نصلحه ورفع صاحبي السيارة بالرافعة ثم قام ووضع العجلة فانكسرت الرافعة وسقطت السيارة بثقلها ،
وضغطت على العجلة التي كانت تحتها يدي صاحبي وهو يصيح صياحا عظيما ففزعت إليه وحاولت جهدي أن أرفع عجلة السيارة.
وبالفعل رفعتها ولما وصلنا المستشفى إذا بصاحبي قد إسودت يداه مما جعلها تتلف ويقرر الأطباء بترها.
وبالفعل بترت كما بتر يدي ذلك الجرو ، ولا يظلم ربك أحدا.
هذا عدل الله فيمن ظلم كلبا فكيف بمن يظلم بني آدم ، بل عباد الله الموحدين المسلمين المصلين الصائمين؟