لا أحب عروسك – قصة وعبرة –
قالتها أمي قُبيل زواجي ببعض أشهر بوجهٍ عابس وبصوتٍ لا يخلُ من الغضب ، قلت بنبرة مرحة :
هل هذه سمة الحموات ؟
قلتها وضحكت وأنا أعتقد أنها تمزح لا أكثر ، فغضبت أكثر وهي تقول :
لا أريدها ولا أريد إتمام زواجك بها .
قالتها ومضت خارجة من غرفتي ، فنهضتُ سريعًا من مكاني لألحق بها وأسألها عن سبب ذلك ، أجابت :
هي لا تكترث لي لا تأخذ رأيي في الكثير من الأشياء لا تُهاتفني إلا قليلًا ،
أشعر وكأنها أخذتك مني دون أي تقدير لي أني من أنجبت لها ذاك الرجل .
يا أمي الفتاة ستأتي هنا … ستترك أهلها وبيتها أما أنا فها أنا هنا لم أتركك ..
لم تُعلق ويبدو أن الغيرة قد اشتعلت في قلبها ولم تتفهم معنى كلماتي .
وددت لو أخبرتها أن هذه الحرية للفتاة في اختيار ماتحب ،
وأنها كما أنجبتني فأم الفتاة أنجبتها ولا تفعل مثل صنيعها ، لكن لو أخبرتها بمثل هذه الجمل لقامت الدنيا ولم تقعد ولن تتفهم ذلك أيضًا .
ربما كلام أمي صحيح من وجه نظرها فهي كأي أم تخاف أن يُؤخذ منها ابنها فجأة كما تسمع من جاراتها عن ابتعاد بعض الأبناء عن أهاليهم بعد الزواح ،
خطيبتي ربما لم تنتبه لذلك فهي لم تعرف أمي جيدًا بعد ،
العلاقة لم تتوطد بسبب بُعد المسافات كما أني لو أخبرتها بالأمر ربما قالت هي الأخرى أن أمي نفسها لا تهتم لها وتعاملها بضيق وتكبر المشكلة ،
لذا حاولت حل المشكلة بهدوء ارضاءً لأمي وحبًا لخطيبتي وثقةً في كلتيهما أنهما تحملان قلب ينبض بالحب والطيبة ولراحةً أبدية من نزاعات معروفة .
إقرأ أيضا: 20 قاعدة أساسية للنجاح والسعادة
بدأت في كل مرة أذهب لزيارة خطيبتي أحمل شيئًا من الحلوى التي تُحبها وأخبرها أن أمي لا تكف عن الكلام عن محاسنها
وتوصيني دائمًا بالاعتناء بها وبحمل الحلوى والهدايا المناسبة ،
فتفرح خطيبتي لذلك وفور ذهابي تتصل بأمي للسؤال عنها والتقرب ودًا إليها ،
فإذا ما دخلتُ بيت أمي أُخبرها أن خطيبتي تُحبها كثيرًا وتود لو نتزوج سريعًا لتتعرف عليها وتعتاد على رؤيتها دائما
فتبتهج أمي وسرعان ماتأخذ الهاتف للسؤال عن خطيبتي فرحةً بها .
استمر الأمر هكذا وأنا أجتهد في توطيد العلاقة بينهما حتى تقربتا كثيرًا وصار كل ما كنت أخبرهما به عن محبة الآخر حقيقة .
أثر الكلمة في النفوس يبعث حبًا عظيمًا بها ، كما أن حل المشكلات بالود والنضوج له وقعٌ ساحر على النفوس .