لا تأمنوا لعاق
لا تأمنوا لعاق
روى البخاري ومسلم عن أبي بكرة رضي الله عنه ، قال : قال النبي صل الله عليه وسلم :
«أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الكَبَائِرِ؟» ثَلَاثًا ، قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ :
«الإِشْرَاكُ بِاللهِ ، وَعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ – وَجَلَسَ وَكَانَ مُتَّكِئًا فَقَالَ ، أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ» ، قَالَ : فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْنَا : لَيْتَهُ سَكَت.
روى ابن الجوزيِّ في كتابه ذم الهوى : أن “أردشير” حين قويت شوكته ، وأقرَّ له الملوك بالطاعة ،
حاصرَ ملكَ السوريانيَّة ، وكان متحصناً في المدينة ، فلم يقدر على فتحها ، حتى صعدتْ بنتُ الملكِ الحصنَ يوماً ،
فرأتْ أردشير فأحبته ، فنزلت ، وأخذتْ سهما ، وكتبت علي ه: إذا وعدتني أن تتزوجني دللتُكَ على موضعٍ تفتحُ به المدينة!
فكتبَ لها : لكِ الوفاءُ بما طلبتهِ!
فدلته على المكان ، فدخلَ المدينةَ ، وأعملَ القتلَ في أهلها ، وقتلَ أباها ، وتزوجها!
وفي الليل أرِقتْ ، فقال لها : ما لكِ؟
قالت : أثَّرَ الفِراشُ في جانبي!
فنظرَ إليها حيث أشارت ، وعجبَ من رقة جلدها ، فقال لها : ما كان أبوكِ يطعمكِ؟
فقالت : الشهد ، والمخ ، والزُّبد!
فقال لها : ما أحد بالغٌ معكِ إحسان أبيكِ لك ، وهذا كان صنيعكِ فيه ، ولستُ آمنكِ على نفسي!
فأمرَ بها ، فرُبطتْ بين فرسين ، ثم دُفِعَ كل واحدٍ منهما في اتجاه ، فتساقطت أعضاؤها ، وماتت!
واعلموا أنه لا يدخل الجنةَ من يُسِيء معاملةَ والديه ، أو أحدِهِمَا.
إقرأ أيضا: علمتني هاجر
روى النسائي في الكبرى بسند صحيح عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ، عَنِ النبي صل الله عليه وسلم قال : «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَاقٌّ
حسن : رواه النسائي في الكبرى (4894)، وأحمد (6892) ، وحسنه أحمد شاكر ، والألباني في الصحيحة (673
إذا جاءكِ خاطب ، فاسألي عن حاله مع أمه ، فإن كان باراً بها فاقبلي به ، وإن كان عاقاً فلا تقبلي به ولو كان عنده مال قارون ،
ولو وعدكِ أن يجعلكِ ملكة الدنيا ، فالذي ليس فيه خير لأمه فلن يكون فيه خير لكِ!