لا تتأففوا من بيوت تملؤها الحركة ولا من أصوات الشجار بين الإخوة.
من بحث أحدهم عن فردة حذائه ، ومن أكوام الجلي وأكواب الشاي على الصينية.
ﻣﻦ ﻓﻮﺿﻰ ﻛﻞ ﺻﺒﺎﺡ ﻭﺍﻟﺴﺒﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ، وﻣﻦ ﺗﺤﻀﻴﺮ ﺍﻟﺴﺎﻧﺪﻭيتشات ﻭﺗﻤﺸﻴﻂ شعرهم ﻭﻣﺴﺢ أحذيتهم.
وﻣﻦ ﻭﺍﺟﺒﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﺔ ﻭﺗﺴﻤﻴﻊ ﺍﻷﻧﺎﺷﻴﺪ ﻭﺣﻞ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﺤﺴﺎﺑﻴﺔ ، ﻣﻦ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺷﺮﺍء ﺍﻷﻏﺮﺍﺽ ﻭﺍﻧﺘﻈﺎﺭﻫﻢ حتى ﻳﻌﻮﺩﻭﻥ ﺑﺄﻣﺎﻥ ﻭﺗﺤﻀﻴﺮ ﺍﻟﻐﺬﺍء.
من إنتظار ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻬﺪﻭء نهاية كل ﻳﻮﻡ ﺣﻴﻦ ﻳﻨﺎﻡ الصغار.
من إلتقاط ﺍﻷﻟﻌﺎﺏ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺛﺮﺓ ﻓﻲ ﺃﺭﺟﺎء ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ، ومن مسح ﺍﻟﻄﺎﻭﻟﺔ ﻣﻦ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﺴﻬﺮﺓ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﻭﻓﺘﺎﺕ ﺍﻟﺒﺴﻜﻮﻳﺖ.
ﺍﺳﺘﻤﺘﻌﻮﺍ ﺑﻜﻞ ﻟﺤﻈﺎﺗﻜﻢ ، ﻓﻐﺪًﺍ ﺳﻴﻜﺒﺮ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﻭﺳﺘﻜﺒﺮ ﺍﻟﻬﻤﻮﻡ.
ﺳﺘﺰﺩﺍﺩ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﺣﺴﺎﺳﻴﺔ ، ﻭﺳﻴﺰﺩﺍﺩ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﻥ ﺿﺨﺎﻣﺔ.
ﺳﻴﺒﺪﺃ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ باختيار طريقه والإستقلال ﺑﺘﻔﻜﻴﺮه ، ﺑﺤﻴﺎﺓ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﺒﺰﻍ ﻣﻦ ﻗﻠﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ.
“ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ”
ﻭﺳﻴﻐﺎﺩﺭﻭﻥ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺍﺣﺪًﺍ ﺗﻠﻮ ﺍﻵﺧﺮ ، ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺘﺰﻭﺝ ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺴﺎﻓﺮ ،
ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺃﻗﺮﺏ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻴﺤﻠﻖ ﺑﻌﻴﺪًﺍ ﺑﺎﺣﺜًﺎ ﻋﻦ ﺣﻠﻢ.
ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻟﻤﻘﻴﻤﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻣﻦ ﻭُﻟﺪﻭﺍ ﻭﺗﺮﺑّﻮﺍ ﻭﻣﺸﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﺩﺭﺍﺟﻪ ، ﻭﻗﺮﺻﺘﻬﻢ ﻧﺎﻣﻮﺳﺎﺕ ﺍﻟﺼﻴﻒ ﺍﻟﻠﺌﻴﻤﺔ.
وﺍﺭﺗﻔﻌﺖ ﺣﺮﺍﺭﺗﻬﻢ ﻭﺳﻬﺮﺕ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ للتناوب ﻋﻠﻰ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻜﻤﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ.
ﻓﺠﺄﺓ ﻳﺼﺒﺤﻮﻥ ﺿﻴﻮﻓًﺎ !
ﻭﻛﻤﺎ ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺑﺸﺨﺼﻴﻦ ﻳﺎﻓﻌﻴﻦ ﺣﻤﻠﺘﻬﻢ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﻭﺩﺍﺭﺕ ﺑﻬﻢ ﺍﻷﻳﺎﻡ ،
ﺗﻌﻮﺩ ﺷﺨﺼﻴﻦ ﺃﺩﻳﺎ ﺭﺳﺎﻟﺘﻬﻤﺎ ﻳﺠﻠﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻮﺍﺏ الأنتظار ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻞ ﺃﻥ ﻳﻄﻞ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻭﺟﻪ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﻻﺩ.
ﺩﻋﻮﻧﺎ ﻧﺴﺘﻤﺘﻊ ﺍﻵﻥ ، ﻓﺴﻴﺄﺗﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺘﻤﻨﺎﻫﻢ ﺑﺠﺎﻧﺒﻨﺎ ﻛﺤﺎﻝ ﺁﺑﺎﺋﻨﺎ ﻭﺃﻣﻬﺎﺗﻨﺎ.