لا يمر على زوجتي شهر إلا وقد صبغت شعرها
لا يمر على زوجتي شهر إلا وقد صبغت شعرها
بلون يختلف عن سابقه اعلم انه يربكها تسمري أمام التلفاز وأنا أتأمل في خشوع الصهباء والشقراء
وكأنها تخبرني في كل مرة تصبغ فيها هذا الشعر أنها ليست أقل في شيء من اولئك النسوة لكني لا استمع
أنا أنسى هاتفي كثيرا وأظنها تعلم بخصوص الفتيات اللاتي أحدثهن لا يعقل أن هناك امرأة في كل هذا العالم لا يعتريها الفضول
بخصوص هاتف زوجها لكنها لا تقول شيئا رغم أني في كل مرة انسى فيها هاتفي
أعود الى البيت متوقعا أن تنفجر في وجهي كقنبلة في اللحظة التي أفتح فيها الباب
او ربما لا أجد من ريحها شيئا سوى أثار الرحيل لكنها تقابلني بابتسامة و سؤال عن يومي
أظنها لاحظت أحمر الشفاه على ياقة قميصي فأنا مجرم فاشل لا يعرف كيف يخفي أثار جريمته
او ربما لا يكترث للدرجة التي تجعله حذرا من أن ينكشف أمره ،
أذكر تاريخ زواجنا لكني اتظاهر بنسيانه وهي تهديني في كل سنة ساعة او قميصا جديدا
لكني لا اكلف نفسي اقتناء هدية رمزية كي ادخل على قلبها بعض السعادة اللحظية
قبل أن افطره غدا أنا زوج سيء لكن ذلك لا يجعل منها سوى زوجة أفضل أنها تقابل اهمالي بمزيد من الإهتمام
أنا على ثقة أن بعض الرجال قد يُقتلون أو يقتلون من أجل امرأة كهذه لكني أضعها على الرف
ككأس نحاسي فزت به منذ سنوات في بطولة تغيب عنها كل المنافسين لست افخر به وليس يقيه من سلة القمامة
إقرأ أيضا: كيف تكون محبوبا عند الناس
سوى خوفي من أنا لا أجد له بديل يملأ مكانه على ذلك الرف
لقد عدت اليوم إلى البيت لم أجدها تنتظرني كالعادة لم اسمع صوتها وهي تدندن لحن أغنيتها المفضلة في المطبخ
ناديت باسمها لكنها لم ترد دخلت غرفة النوم فوجدتها هناك معلقة في السقف دون حراك دون إبتسامة تزين وجهها الجميل
لقد نال منها ذلك الحبل المربوط إلى عنقها ، لا لقد نلت منها أنا لقد قتلتها طوال تلك السنين في اللحظة ألف مرة
كانت هناك ورقة ملقاة على السرير كتب عليها أرجو أن “تسامحني لأني لم أعرف كيف أجعلك سعيداً “
المضحك في الأمر أني سألبس لأول مرة بدلتي السوداء التي إشترتها لي زوجتي في عيد ميلادي
هي مناسبة لي تماما لكني لم ارتديها قبلا كي لا أجعلها تشعر أنها فعلت شيئا جيدا
كنت أبخل عليها حتى بهذا الشعور سأرسم دمعة على خدي وأقف هناك اتلقى التعازي
وكلمات المواساة سيشفق الحاضرون على حالي
واظهر كأني انا الرجل المفجوع الحزين
أنا زوج هذه المرأة المجنونة الراحلة… !