لا يهمني جلسات التصوير التي سنقوم بها فور خطبتنا لكي يتبادلها الأصدقاء والأقارب على مواقع التواصل الإجتماعي ويرفقوا معها نص يُعبر عن مُباركتهم الطيبة وحبهم لنا.
ولا يعنيني مقطع الفيديو الذي تتهافت عليه الفتيات في سنّي عندما يرون العروس تلتصق بعريسها وهم يتراقصان ويتمايلان على
“يا أصحاب يا أغراب خلاص كتبنا الكتاب” وما شابه من مثل تلك الأغاني التي تجعلك
تشعر فور سماعها بشهيتك المفتوحة بشراهة على الزواج !
جلّ مايهُمني هو ذاك الرفيق الذي سيقف جنباً إلى جنب مَعي في تلك الصور ومقطع الفيديو .
لا أريد علاقة حب أو مشروع زواج يُبهر المجتمع والناس .
كل ما أردتة هو الإطمئنان ، اطمئنان بأنّ من اخترته بكامل إرادتي كان و سيكون الإختيار السليم رُغم كل اختياراتي الخاطئة،
و أنّه لو عاد بي الزمن للوراء لحظة سأختاره للمرّة الثانية والثالثة والألف.
كُلّ مَا أردته أن أكون مع مَن يدرك أنّ هناك أشياء أهم من براعتي في المطبخ وإعداد وجبة غذاء شهيّة،
أشياء أهم من غسل الملابس وكَيّها ، وملاحقة ثنائيات الجوارب المتناثرة هنا وهناك.
كُلّ مَا أردته أن أكون مع رفيق يناقشني بإهتمام في آخر كتاب اطلعت عليه وآخر نشاط مارسته.
رفيق يدرك أنّ الحياة مشاركة وليست مغالبة ولا حلبة مصارعة.
كُلّ مَا أردته أن أكون على يقين أنّي بعد نهاية يومٍ عصيب سأجد كتفاً أميل عليه وذراعاً سيتّسع لي كلّما ضاقت بِي الأركان.
فسلَامًا طيّباً عليك يَا رفيق إلى أن يَأذن اللّه و تأتي.