لحياة زوجية سعيدة
إن من الزوجات المحترمات ، من الزوجات المحبّات والمرضيات والمقدّرات لأزواجهن ،
مَن واظبنَ على بعض العادات اللطيفة التي كادت أن تصبح في عداد المفقودة في أيّامنا هذه.
بعد أن غابت هذه العادات عن أذهان الغالبية من النساء.
وأخصّ بالذكر هنا تلك العادة النبيلة التي كنّ قد مارَسنَها عن مودّة وطيب خاطر في أثناء كلّ مرة إتّفق فيها للزوج أن يخرج من البيت.
وفي كلّ مرّة قُدِّر له أن يعود إلى هذا البيت.
فإذا هنّ وقفنَ على عتبة ذلك البيت مودّعات لأزواجهنّ في أثناء انصرافهم ومُستَقبلات لهم في أثناء رجوعهم.
إنّه لأمر ممتع غاية الإمتاع أن يَلقى المرء مثل هذا الإهتمام من إمرأة كانت له بمثابة الزوجة الغَيور والأم الحنون ،
والأخت العطوف والإبنة المدلّلة والصديقة الصادقة الصدوقة والرفيقة الأنيسة المؤنسة.
ذلك أنّ من شأن هذه اللّفتة الإنسانية وحدها أن تبارك الزوح ،
أيًّا كان هذا الزوج وبأيّ خصال تحلّى ، أن تباركه مباركة تُذهب عنه كلّ ما قد يقاسيه من أنواع المتاعب والكدّ في أثناء غيابه هذا عن البيت.
حتّى إذا رأى واحدهم تلك القامة اللطيفة منتصبة ، وأبصر ذلك الوجه المنبسط بابتسامته اللطيفة الحلوة ،
نسي كلّ شيء مرّة واحدة. كما لو أنّه تائه ظلّ يبحث عن ضالته بين زحام الأماكن وركام الأوقات للمرّة الألف.
فإذا هو يلقى ضالته بُغتةً على غير توقّع منه للمرّة الألف أيضًا.