لقد أصبحت حياتنا اليومية وخصوصياتنا كتاب مفتوح ، والكل يقرأ تفاصيله.
يصورون طعامهم ، أحوالهم العائلية ، ضحكاتهم ، كلماتهم ، مناسباتهم الخاصة ، كل صغيرة وكبيرة في يومياتهم.
يا إلهي ، ألا يشتاقون للخصوصية ، للستر ، لذكريات يتشاركونها وحدهم.
ألا يشتاقون للحظات طبيعية خالية من التكلف لأجل الكاميرا.
كيف يقبل الرجال أن تظل زوجاتهم تحت عين العالم يلتقطون منها كل شيء في الوجوه.
لأجل ماذا ، لأجل مزيد من المشاهدات!
ما أجمل غلق الأبواب وإرخاء الستور والعيش بانسجام مع فطرة الحياة ،
مع تفاصيل الحب الخاصة ، مع لقمة الطعام الدافئة ، ومع أنفسنا بسلام دون أن نكون للناس كلأ مباحا.
وتذكر أن أسرع ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﺠﻠﺐ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﻟﺒﻴﺘﻚ ﻫﻮ نشر صورك العائلية ، ﻭﺃﺧﺒﺎﺭﻙ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻋﻠﻰ مواقع التواصل.
“يا بُني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداً”
لا تذكر النّعم أمام كل أحد ، فليس كل مستمعٍ لك محب ،
لا تكن كتابا مفتوحاً متاحا لمن حولك ، وإن كانوا مقربين وإن كانوا أهلك ،
أخفِ بعض أسرارك ، لا تخبروا الناس
”بكل شيء جميل تملكونه أو ستفعلونه”
ليس الجميع لديهم حسن النوايا على ، الفرحة ، النعمة ، الصحة ، السعادة.
ليس كل شيء يحكى ، وليس كل شيء كما كتبته يقرأ.
إقرأ أيضا: معلومات خاطئة صحح معلوماتك
”إستعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان
فإن كل ذي نعمة محسود”
أسرارك ليست للمشاركة ، نقاط ضعفك كذلك
همومك ، آلامك ، وأوجاعك ، ليست للعرض.
إن الجراح إذا خبأتها شفيت ، فاكتم جراحك لا تخبر بها أحد.
وليس لأحد مهما أحببته حق الإطلاع عليها ،
تذكر أن كسرك لا يأتي إلا من هنا ،
فالفضفضة نوع من التعرّي ، وللبيوت عورات فاستروا عوراتكم ،
فلا تُعرِّ ضعفك أمام أحد ، فلا أحد يهتم بسترك كأنت.
وكما قيل : سرّك أسيرك ، فإذا أطلقته صرتَ أسيره!