لقي رجل صاحبه فقال له كيف أصبحت يا أخي؟
فقال له : أصبحت والله أكره الحق ، وأحب الفتنة ، وأشهد بما لم أرى ، وأصلي من غير وضوء ،
ولي في الأرض ما ليس لله في السماء !
فغضب الرجل غضبا شديدا وتركه وهو يردد في نفسه والله لقد هلك الرجل.
فبينما هو في الطريق يكلم نفسه بكلام مسموع قائلا إنا لله وإنا إليه راجعون ، فلقيه أحد الصالحين فقال له ماذا بك يا فلان؟
فقال له أني إلتقيت بصاحبي الحين فأوجع مسامعي بمقالة يهتز لها عرش الرحمن.
فقال له الرجل الصالح : أخبرني ماذا قال لك.
قال له سألته عن حاله ، وقلت له كيف أصبحت ؟
فقال : أصبحت أكره الحق!
فقال له الرجل الصالح : وماذا في ذلك ، فلم يقل إلا صدقا ، إنه يكره الموت وهو حق.
فتعجب الرجل من تفسير الرجل الصالح وقال له ولكنه لم يكتفي بذلك ، فقد أخبرني أنه يحب الفتنة!
فتبسم الرجل الصالح وقال له : والله إنه لصادق ، إنه يحب المال والولد وهم فتنة.
قال تعالى( إنما أموالكم وأولادكم فتنة )
فقال له الرجل : ولكنه يدعي أن يشهد بما لم يرى.
فقال له الرجل الصالح : والله ما قال إلا صدقا ، إنه يشهد لله بالوحدانية ويشهد بالموت والبعث ،
والقيامة والجنة والنار والصراط ولم يرى أي من ذلك.
فصبغت ملامح وجه الرجل بالدهشة وقال له لا إله إلا الله ،
ولكنه يدعي أنه يصلي من غير وضوء.
فقال له الرجل الصالح : يا بني إنه يقصد بالصلاة ، صلاته على رسول الله صل الله عليه وسلم ، وهي لا تشترط الوضوء.
إقرأ أيضا: من أخطر ما يفسد سعادة الإنسان في الحياة
فَقال له الرجل يا إمام إنه قد قال ما هو أكبر من ذلك.
فقال الرجل الصالح: وما هو؟
قال له: إنه يقول أن له في الأرض ما ليس لله في السماء.
فابتسم الرجل الصالح وقال له : لقد أوقع بك صاحبك هذا ، إنه يقصد أن له زوجة وولد ، وتعالى الله عز وجل أن يكون له زوجة أو ولد.
هذه الوقعة تنسب لعلي إبن أبي طالب مع عمر إبن الخطاب وحذيفة إبن اليمان رضي الله عنهم جميعاً ولكن هذا غير صحيح ،
ولكنها تحمل معاني جيدة غير أن نسبتها إليهم لا تصح.