قصص منوعة

للحب الممنوع سبب الجزء الأخير

للحب الممنوع سبب الجزء الأخير

في ذلك اليوم لم أرغب الخروج من الغرفة لحين حديث أمي مع أخي ، ولم تمضِ ساعتان حتى دخلت أمي قائلة :

يا بني ، أخوكَ لا يريد أن تتحدث مع زوجته إلا للضرورة القصوى ،

فلقد نبهنا لأمر قد غاب عن ذهننا وهو ضرورة وضع مسافة بين أيّ امرأة ورجل يحلان لبعضهما ،

يا بني حتى لو نراكما إخوة لكن الشرع يُجيز زواجكما في حال طلاقها ،

ولهذا السبب فإن قربكما الزائد بالحديث والضحك سيجعل الشيطان يحرك داخلكما مشاعراً لا يجب أن يشعر أحدكما بها ،

ولذلك ضع مسافة كبيرة بينك وبين زوجة أخيك.

كان كلامها كالصفعة على وجهي مما جعلني أنتفض من مكاني قائلا : إذاً سأستأجر منزلاً استقلُّ به لأريحكم مني.

وبسرعة كبيرة وضعت بحقيبتي الملابس الضرورية وخرجت غير آبه لدموع أمي ورجاء أبي ،

وتجنبت النظر لوجه زوجة أخي كي لا تنهمر دموعي حزناً على عدم قدرتي الحديث معها كالسابق ،

أما أخي فلم يخرج من غرفته البتة ، وكأنّي لا أعنيه بشيء.

لم أجد مكاناً أنام فيه سوى غرفة في المعمل الذي أعمل به ، كونه يحوي غرف مخصصة لنوم العمال الذين يأتون من مكان بعيد.

في اليوم التالي أرسلت زوجة أخي رسالة تطمئن بها على حالي ، ولكني لم أستطع الرد إلا بكلمة واحدة ،

خوفاً من أن أتهور وأقول لها أحبك وأنا مشتاق لكِ ،

كم تماسكت نفسي كي لا أقول لها اطلبي الطلاق من أخي لأتزوجك.

وبعد مضي أيام اتصلت أمي مراراً ترجوني العودة إلى المنزل لكني رفضت ذلك كوني لن أستطيع العودة إلى المنزل دون أن أتحدث مع سالي كالسابق.

إقرأ أيضا: قصتي بدأت قبل 14 سنة عندما كنت في سن 23

كم انتظرتُ رسالة من سالي لأفتح معها أي حديث لكنها لم ترسل أي كلمة مما جعلني أمتنع عن المبادرة بالحديث ،

إلى أن أرسلَت رسالة ترجوني العودة بها إلى المنزل ،

وما إن قرأتها حتى انهمرت دموعي بلحظة من فرط السعادة لاعتقادي بأنها مشتاقة لرؤيتي ،

فأرسلتُ لها رسالة سألت بها عن سبب طلبها ، فقالت :

1 3 4 10 1 3 4 10

أمك تعبت فجأة لدرجة أننا نقلناها إلى المشفى وهي تهلوس باسمك حتى بعد أن عدنا.

سابقت الرياح إلى المنزل والدموع تغمر عينيَّ ، وقبلت يديها ورجوتها مسامحتي ،

ثم وعدتها إن تماثلت للشفاء بأسرع وقت أن أعطها عنوان فتاة لتذهب وتخطبها لي.

نمت في تلك الليلة بالمنزل لأتأكد من تعافي أمي ، وتجنبت الحديث مع زوجة أخي ، خشية من اشتعال المشاكل بيني وبين أخي.

وفي اليوم التالي عدت للنوم في المعمل ، وأنا أفكر بالفتاة التي سأطلب من أمي خطبتها بهذا الوقت القصير ،

وفجأة لاح ببالي فتاة تعمل معي في المعمل ، فقد كنت أشعر من شهور بإعجابها نحوي واهتمامها الزائد بي ،

لدرجة شعر به كل زملائنا ، لكني كنت أتجنبها كون جمالها كان دون المستوى الذي يعجبني ،

فلم تكن جميلة كالفتاة التي رسمتها بذهني وحلمت الزواج بها طيلة حياتي ،

لكني كنت مضطراً أن أخطبها لأجل أمي ، كونها الفتاة الوحيدة التي ستوافق على الفور دون طلبات تعيق سرعة الزواج ،

مما سيسعد أمي ويزيح الحزن من وجهها وقلبها.

بعد أيام تعافت أمي ، فاشترطت على والداي أن أتزوج بمنزل مستقل ، تجنباً للمشاكل بيني وبين أخي ،

فوافق والداي وكسرا التقاليد والعادات كي لا نخسر أنا وأخي بعضنا ، وبدوره أخي هنئني على قراري والسعادة تغمر وجهه.

إقرأ أيضا: ملاك

ما إن تمت الخطوبة حتى كسرت شريحة هاتفي ، واشتريت غيرها ولم أسجل عليها رقم زوجة أخي ،

لأمنع نفسي من الحديث معها في يومٍ ما.

مع مرور الوقت حمدت الله أني قمت بخطبة فتاة ليست جميلة كي لا تُجذَب لرجل ترى به شيئاً افتقدَته بي ،

مما جعلني أشعر بتأنيب الضمير تجاه أخي.

تم زواجي وندمي لاحقاً ، فقد كنت أستيقظ كل يوم وأرى وجه زوجتي الذي طالما كنت أخشى الزواج من امرأة تشبهها ،

مما جعلني وبعد مرور أسابيع على زواجي أنتقل للنوم أربعة أيام في العمل وثلاثة أيام في منزلي ،

ولم أشعر بالخوف عليها مطلقاً عندما أتركها تنام بمفردها ، كوني بت أراها مع الوقت تشبه الرجال بشكلها.

التزمت بزيارة والداي كل أسبوع باليوم الذي تذهب به زوجة أخي لزيارة عائلتها ، إلى أن قالت لي أمي الخبر الذي صدمني :

زوجة أخيك حامل ، والسعادة تغمرها وتغمر أخاك ، فكل يوم تقول له أريد ولداً جمال روحه مثلك ،

وهو يقول لها أريد فتاة مثلك بجمال الروح والشكل ،

وأصبح أخاك يهتم بها كأنها طفلته المدللة ، وهي لم تعد تناديه إلا بحبيبي.

قلت لنفسي في تلك اللحظة : وأنا الذي كنت أعتقد أنَّ اهتمامها بي بداية حب ، كم كنت أحمق عندما وجهت طاقتي لأثير إعجابها ،

بدل أن أوجه طاقتي لأثير إعجاب فتاة جميلة وجذابة بعد خطبتها.

أستحقُّ العيش بحياة زوجية خالية من الحب فهذا جزاء ما اقترفت يداي.

وبعد مضي شهران أخبرتني زوجتي بحملها ، فقررت تكريس حياتي للعمل وتأمين حياة كريمة لها ولابني دون أن أفكر بالحب ،

كوني أرى الحب لا يتحقق إلا من جمال الشكل ، مما جعلني أمضي حياتي جسداً بلا روح.

على مدى أشهر ، رأيتُ تحمُّل زوجتي لبرودي نحوها وجفاء مشاعري ، وابتعادي عنها وعن ابننا حتى بعد ولادتها ،

دون أن تتذمر وتشتكي ، فأدركتُ كم أنها جميلة الروح ، لكني وبرغم ذلك لم أستطع أن أحبها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?